اتهمت فعاليات من المجتمع المدني عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل واللوجيستيك ورئيس المجلس البلدي لمدينة القنيطرة والقيادي في حزب العدالة والتنمية، بالسعي نحو تأجيج الصراعات القبلية في منطقة الغرب، وعبرت عن تخوفاتها من تناحرات تبدو في الأفق، حيث يتم استغلال بعض الخلافات القديمة حول الأرض سياسيا، وتوظيفها في الحملات الانتخابية.
وأوضحت الفعاليات أن كل المؤشرات تتجه نحو التأكيد على أن عدة مناطق بجهة الغرب تعرف حاليا عودة النعرة القبلية بفعل مخطط وضعه بعض قادة حزب العدالة والتنمية يهدف إلى استغلال بعض الخلافات القديمة بين قبائل بمناطق تهيمن عليها أحزاب المعارضة لزعزعة الاستقرار بهذه المناطق، ودفع القبائل إلى التناحر فيما بينها ونقل الصراع إلى القضاء لتمكين المسؤول الحكومي القنيطري من استعمال نفوذه وعلاقته بوزير العدل والحريات لتغليب طرف على طرف آخر، والهدف من كل ذلك هو إعادة رسم الخريطة السياسية في المنطقة استعدادا للانتخابات المقبلة جماعيا وتشريعيا.
وقد تحولت هذه الصراعات التي تتعلق بحدود العقارات أو بمواقع الرعي إلى قتال دموي استدعى تدخل الدرك في بعض الأحيان ويشكل وقوف رباح مع قبيلة ضد أخرى محاولة واضحة للتأثير على القضاء. ولم يستوعب المسؤول الإسلامي كيف أن هذا الموضوع سيفتح نزاعات في كل المنطقة.
ونموذج هذا الموضوع المخيف اليوم هو قبيلة أولاد سلامة التي تقع على مشارف مدينة القنيطرة. فقد عرف عن سكان هذه القبيلة، أنهم أناس مسالمون يعتمدون على زراعة الخضروات وعلى سواعدهم لإعالة أسرهم ويحرصون على الحفاظ على علاقات طيبة مع القبائل المجاورة ومع السلطة المحلية. وقد نجحت هذه القبيلة ولعدة عقود في ترك مسافة أمان كافية بينها وبين التطاحنات السياسية والانتخابية إلى أن حل بها عزيز رباح ذات صباح وحول حياتها إلى جحيم لا يطاق. فأيام قليلة قبل الانتخابات البرلمانية السابقة حل إذا عزيز رباح بقبيلة أولاد سلامة، ونصب خيمة كبيرة بساحتها وشرع في تأليب شباب القبيلة على قبائل العكارشة وأولاد طالب وأولاد وهاس المجاورة، متهما إياها بالترامي على أرض غابوية مساحتها 170 هكتار في ملك أولاد سلامة.
ومرت سنتان على واقعة أولاد سلامة، عرفت خلالها مناطق أخرى من جهة الغرب قلاقل تفاوتت حدتها من منطقة إلى أخرى بسبب تحركات عزيز الرباح، كان آخرها ما تعيشه اليوم قبيلة أولاد مبارك من فوضى بعد أن قام بعض سكانها، بتحريض من جهات حزبية، بنصب خيام فوق تجزئة تابعة لمؤسسة عمرانية عمومية وحرث الأراضي الفارغة من العقار. نفس الشيء بالنسبة لقبيلة الصبيح لمرابيح المتواجدة بجماعة المناصرة والتي تعيش هذه الأيام لحظات عصيبة بعد أن تمكن قيادي في حزب المصباح من زرع الفتنة بين أبنائها حيث قامت مجموعة من الذين غرر بهم بعرقلة أشغال بناء إعدادية فوق أرض تابعة للقبيلة، على اعتبار أن لا أحد استشارهم إبان اختيار البقعة الأرضية.
وبما أن اختيار القطعة قد تم في احترام تام للمساطر المعمول بها قانونيا وبعد الحصول على موافقة نواب الجماعة الممثلون للسكان، وكذا موافقة مصالح وزارة التعليم، فقد حاول قياديو حزب المصباح تمرير شائعة تتهم نواب الجماعة السلالية ورئيس المجلس القروي بالضلوع في عملية تفويت مشبوهة للقطعة الأرضية المذكورة، وذلك من أجل نقل المشروع برمته إلى أراضي قبيلة العنابسة حيث يتوفر قياديو الحزب الحاكم على بعض النفوذ. وقد صرح مجموعة من أبناء قبيلة الصبيح المرابيح أن الهدف من زرع نار الفتنة بقبائل تابعة لجماعة المناصرة، هو تضييق الخناق على رئيس الجماعة القروية الذي ينتمي إلى حزب معارض.
اليوم وبعد أن طفت على السطح العديد من الصراعات القبلية التي أذكت لهيبها المزايدات السياسية والحسابات الانتخابية الضيقة لعزيز رباح، والتي شملت قبائل عديدة كأولاد سلامة والعكارشة وأولاد الطالب وأولاد وهاس وأولاد امبارك والشراردة وهباطة وامعيزات ونفخات والملاقيط وبورماد والصبيح لمرابيح والعنابسة وأولاد بورحمة وغيرها، فإن وزارة الداخلية، التي يوجد على رأسها رجلين متمرسين، مطالبة بترتيب حساباتها بجهة الغرب ودعم مجهودات السلطة بالموارد البشرية اللازمة وبمصادر التمويل الكفيلة بمحاربة البؤس وإحباط هذا المخطط الذي يسعى، عبر إذكاء نار النعرة القبلية، إلى تحويل منطقة الغرب إلى إقليم إخواني يسيطر عليه الحزب الإسلامي.
شاهد أيضا

