القنيطرة:التحقيق في قضية الإفراج عن صيدلانية محكومة بالإكراه البدني

  ‬توصل‭ ‬الوكيل‭ ‬العام‭ ‬للملك‭ ‬لدى‭ ‬استئنافية‭ ‬القنيطرة،‭ ‬الأسبوع‭ ‬المنصرم،‭ ‬بشكاية‭ ‬من‭ ‬محام‭ ‬بهيئة‭ ‬القنيطرة،‭ ‬يطالب‭ ‬فيها‭ ‬هذا‭ ‬الأخير‭ ‬بفتح‭ ‬تحقيق‭ ‬عاجل‭ ‬بشأن‭ ‬ظروف‭ ‬وملابسات‭ ‬إطلاق‭ ‬سراح‭ ‬صيدلانية‭ ‬تم‭ ‬اعتقالها‭ ‬بموجب‭ ‬حكم‭ ‬صادر‭ ‬ضدها‭ ‬بالإكراه‭ ‬البدني،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يُخلى‭ ‬سبيلها،‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬نفسه،‭ ‬بعد‭ ‬تقديمها‭ ‬للنيابة‭ ‬العامة،‭ ‬التي‭ ‬اتخذت،‭ ‬أيضا،‭ ‬قرارا‭ ‬بحفظ‭ ‬المسطرة‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬وصفت‭ ‬بالمريبة‭.‬

‭   ‬وطالب‭ ‬المحامي‭ ‬المصطفى‭ ‬العرفاوي،‭ ‬الوكيل‭ ‬العام‭ ‬للملك،‭ ‬بمباشرة‭ ‬تحرياته‭ ‬مع‭ ‬عبد‭ ‬الصمد‭ ‬البردعي،‭ ‬نائب‭ ‬وكيل‭ ‬الملك‭ ‬بالمحكمة‭ ‬الابتدائية‭ ‬بالقنيطرة،‭ ‬لمعرفة‭ ‬حيثيات‭ ‬الإفراج‭ ‬عن‭ ‬صيدلانية‭ ‬مطلوب‭ ‬اعتقالها‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬إكراه‭ ‬بدني،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬ما‭ ‬بذمتها‭ ‬من‭ ‬ديون‭ ‬أو‭ ‬بأداء‭ ‬قسط‭ ‬منها،‭ ‬مع‭ ‬الالتزام‭ ‬بتسديد‭ ‬الباقي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المحدد،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬تنص‭ ‬عليه‭ ‬المادة‭ ‬645‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬المسطرة‭ ‬الجنائية‭.‬

‭   ‬وتساءل‭ ‬صاحب‭ ‬الشكاية،‭ ‬كيف‭ ‬يسمح‭ ‬عبد‭ ‬الصمد‭ ‬البردعي،‭ ‬ممثل‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬لنفسه،‭ ‬بتجاوز‭ ‬اختصاص‭ ‬رئيس‭ ‬المحكمة‭ ‬للبت‭ ‬في‭ ‬الإشكالات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بتنفيذ‭ ‬الإكراه‭ ‬البدني،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬قانون‭ ‬المسطرة‭ ‬الجنائية‭ ‬صريح‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬الجهة‭ ‬الموكولة‭ ‬لها‭ ‬أمر‭ ‬البت‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬وزاد‭ ‬موضحا‭ ‬في‭ ‬الشكاية‭ ‬نفسها،‭ ‬التي‭ ‬حصلت‭ ‬‮«‬المساء‮»‬‭ ‬على‭ ‬نسخة‭ ‬منها،‭ ‬‮«‬منذ‭ ‬غشت‭ ‬2014،‭ ‬وموكلتي‭ ‬تنتظر‭ ‬إلقاء‭ ‬القبض‭ ‬على‭ ‬المشتكية‭ ‬التي‭ ‬تملك‭ ‬صيدلية‭ ‬مشهورة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬جاء‭ ‬تاريخ‭ ‬الفاتح‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري،‭ ‬حيث‭ ‬جرى‭ ‬اعتقالها،‭ ‬واستبشرت‭ ‬موكلتي‭ ‬خيرا‭ ‬لقرب‭ ‬توصلها‭ ‬بحقوقها‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنهار‭ ‬وتصاب‭ ‬بصدمة،‭ ‬بعدما‭ ‬علمت‭ ‬أن‭ ‬المسؤول‭ ‬القضائي‭ ‬سالف‭ ‬الذكر‭ ‬أخلى‭ ‬سبيل‭ ‬المشتكى‭ ‬بها‭ ‬وقرر‭ ‬حفظ‭ ‬هذه‭ ‬المسطرة‭ ‬نهائيا‮»‬‭.‬

‭  ‬وادعى‭ ‬المحامي‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬أية‭ ‬إثباتات‭ ‬أو‭ ‬دلائل‭ ‬تتيح‭ ‬لنائب‭ ‬وكيل‭ ‬الملك‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬الحفظ‭ ‬وإخلاء‭ ‬سبيل‭ ‬المشتكى‭ ‬بها،‭ ‬سيما،‭ ‬أن‭ ‬موكلته،‭ ‬لم‭ ‬تتوصل‭ ‬بحقوقها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬خرقا‭ ‬جسيما‭ ‬للقانون،‭ ‬وتطاولا‭ ‬متعمدا‭ ‬على‭ ‬اختصاص‭ ‬القضاء‭ ‬الجالس،‭ ‬بتمكين‭ ‬المحكوم‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬الإفلات‭ ‬من‭ ‬أداء‭ ‬الديون‭ ‬لفائدة‭ ‬موكلته،‭ ‬بعد‭ ‬قبول‭ ‬المسؤول‭ ‬القضائي‭ ‬سالف‭ ‬الذكر‭ ‬منازعة‭ ‬دفاع‭ ‬المحكوم‭ ‬عليها‭.‬

‭   ‬واعتبرت‭ ‬الشكاية‭ ‬قرار‭ ‬نائب‭ ‬وكيل‭ ‬الملك‭ ‬بحفظ‭ ‬مسطرة‭ ‬الإكراه‭ ‬البدني‭ ‬تطاولا‭ ‬على‭ ‬اختصاص‭ ‬رئيس‭ ‬المحكمة‭ ‬الابتدائية‭ ‬بالقنيطرة،‭ ‬الذي‭ ‬له‭ ‬الحق‭ ‬لوحده‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الخلاف‭ ‬بشكل‭ ‬استعجالي،‭ ‬متسائلة،‭ ‬عما‭ ‬هو‭ ‬السبيل‭ ‬لطالبة‭ ‬التنفيذ،‭ ‬التي‭ ‬ينوب‭ ‬عنها‭ ‬المحامي‭ ‬العرفاوي،‭ ‬لتنفيذ‭ ‬حكم‭ ‬نهائي‭ ‬أصدره‭ ‬القضاء‭ ‬لصالحها‭ ‬منذ‭ ‬مدة‭ ‬طويلة،‭ ‬مؤكدة،‭ ‬أن‭  ‬قرار‭ ‬الحفظ‭ ‬المتخذ،‭ ‬يطرح‭ ‬سؤالا‭ ‬محوريا‭ ‬حول‭ ‬مبدأ‭ ‬المساواة‭ ‬أمام‭ ‬القانون،‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يخضع‭ ‬له‭ ‬الجميع‭ ‬ومن‭ ‬يقف‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الخرق‭ ‬الفاضح‭ ‬للقانون‭ ‬الذي‭ ‬استفادت‭ ‬منه‭ ‬المطلوبة‭ ‬في‭ ‬الإكراه،‭ ‬علما‭ ‬أن‭ ‬أشخاصا‭ ‬نُفذ‭ ‬في‭ ‬حقهم،‭ ‬رغم‭ ‬كون‭ ‬الدين‭ ‬لا‭ ‬يتعدى‭ ‬ألف‭ ‬درهم‭.‬

 

‭   ‬وأشار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المتتبعين،‭ ‬أن‭ ‬ملف‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬عاد‭ ‬ليطرح‭ ‬بقوة‭ ‬العلاقات‭ ‬المتوترة‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬محامي‭ ‬القنيطرة‭ ‬مع‭ ‬النيابة‭ ‬العامة،‭ ‬نتيجة‭ ‬تراكم‭ ‬القرارات‭ ‬التي‭ ‬يصفها‭ ‬المحامون‭ ‬باللا‭ ‬قانونية‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬أعضاء‭ ‬النيابة‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مسطرة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬محامي‭ ‬الهيئة،‭ ‬في‭ ‬احتجاج‭ ‬سابق،‭ ‬إلى‭ ‬رفع‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬ارحل‮»‬‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬المسؤول‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المؤسسة‭.‬




شاهد أيضا