حقائق مثيرة في قضية الأستاذ الذي احتجز قسا بالقنيطرة

كشفت معلومات حصلت عليها « المساء» من مصادر موثوقة عن حقائق مثيرة في قضية الأستاذ، الذي يواجه تهم احتجاز قس بلجيكي بداخل منزله بالقنيطرة، مقابل فدية مالية تقدر بـ 10 آلاف درهم.
   وقالت المصادر إن المتهم «ي. ب»، الذي تم اعتقاله على ذمة هذه القضية، كان يشتغل أستاذا لمادة التربية البدنية بمدرسة «دون بوسكو»، التابعة لمؤسسات التعليم الكاثوليكي، قبل أن تقرر الإدارة طرده من المؤسسة نتيجة استفحال مرضه النفسي. 
   ومكنت تحقيقات عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية من الوقوف على مجموعة من الحقائق المثيرة، والتي تكشف في بعض تفاصيلها الأسباب الحقيقية التي دفعت المتهم إلى ارتكاب هذا الفعل الجرمي، الذي اعتقل من أجله.
   وأوضحت المصادر ذاتها أن أستاذ الرياضة، كان على علاقة وطيدة مع الأب «أندري»، القس الكاثوليكي، الذي حل في مناسبات عديدة ضيفا على المدرسة سالفة الذكر، التي عمل بها المتهم لأزيد من 10 سنوات، قبل أن يتم الاستغناء عن خدماته، شهر أكتوبر الماضي، بسبب تدهور حالته النفسية، وعدم قدرته على أداء مهامه بالشكل المطلوب نتيجة مرضه.
   وأفادت المصادر نفسها بأن المحققين الأمنيين وجدوا صعوبة بالغة في استنطاق الأستاذ الموقوف، نظرا للاضطرابات النفسية التي يعاني منها، مشيرة إلى أن هذا الأخير اعترف أمامها بتعمده استدراج القس، الذي يبلغ من العمر 82 سنة، إلى منزله عبر مكالمة هاتفية، دون أن تكون له أي نية مبيتة لإيذائه أو الاعتداء عليه، مصرحا لهم، بأن ما قام به كان من أجل إجبار إدارة المدرسة الكاثوليكية على تسليمه مبلغ 10 آلاف درهم كتسبيق لما يعتبرها مستحقات مالية له ما زالت عالقة في ذمة هذه المؤسسة، بعد طرده منها.
   ووفق معطيات مؤكدة، فإن رجال الأمن اعتقلوا المتهم بعد مرور 6 ساعات على عملية الاحتجاز، إذ نجحت الشرطة في استدراجه بعد دخولها في حوارات هاتفية معه، لتتمكن من تحديد موقعه بمساعدة أحد معارفه، واقتياده إلى مقر الأمن الولائي للتحقيق معه، دون أن يبدي أية مقاومة أو يحاول الفرار.
   وقالت المصادر نفسها، إن الأمن، ضم إلى ملف هذه القضية شكاية سبق أن حُررت ضد المشتبه فيه لدى الدائرة الأمنية الأولى من طرف زوجته، التي تتهمه بالتهديد بقتلها بعدما ادعى خيانتها له، وهو ما تسبب في تدهور علاقتهما، وصلت إلى حد قيامه بضرب المشتكية وسط المدرسة.
   وأفادت المصادر ذاتها أن أستاذ الرياضة، تأزمت وضعيته النفسية أكثر، بعد مغادرة شريكة حياته بيت الزوجية، ولجوء إدارة المؤسسة التي يعمل فيها إلى توقيفه عن العمل، وحرمانه من الأجر الذي كان يتقاضاه، وهي العوامل التي ساهمت بشكل كبير في ارتكابه للفعل المتابع من أجله.
   وذكرت المصادر أن المصلحة الولائية أحالت، يوم الجمعة الفائت، المشتبه فيه في حالة اعتقال على الوكيل العام للملك، الذي قرر بدوره إحالة هذا الملف على بوشعيب ذكير، قاضي التحقيق بالغرفة الثانية بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة، حيث تم استنطاق المتهم ابتدائيا، وإخضاعه لتدابير الاعتقال الاحتياطي بالسجن المحلي، هذا في الوقت الذي طالبت فيه عدة جهات بإحالة المعني بالأمر على مستشفى الأمراض النفسية والعقلية للعلاج، خاصة في ظل الحديث عن تنازل القس البلجيكي عن متابعته قضائيا.




شاهد أيضا