تسببت صفعة تلقاها موظف أمن برتبة مفتش شرطة ممتاز من قبل والد زوجته أمام أطفاله بمنزله بالقنيطرة، إثر خلاف عائلي، في استعمال سلاحه الوظيفي لـ”إعادة الاعتبار لكرامته المجروحة”، في لحظة غضب كادت أن تقوده إلى وضع حد لحياته بطلق ناري.
وقال مصدر مقرب من العائلة إن صهر المتهم، وهو مهاجر سابق متقاعد جاء رفقة زوجته إلى منزل مفتش الشرطة لتسوية خلاف عائلي بين المتهم وزوجته التي تعمل بدورها بسلك الشرطة بالقنيطرة، قبل أن يتطور الخلاف إلى “جرح في الكرامة”، وفق ما تلفظ به المتهم، عقب إيقافه، إذ لم يتحمل أن يعمد صهره (والد زوجته) إلى “طعن المتهم في كرامته عبر صفعه أمام أبنائه”، قبل أن ينصرف هو وزوجته ليأخذا سيارتهما من مرآب العمارة.
وأبرز مصدر “شوف تيفي”، أن المتهم اعترته حالة هستيرية فتوجه إلى الدولاب وأخذ مسدسه الوظيفي ووجه الطلقة الأولى إلى صدر زوجته، وسط شقتهما، ليرديها قتيلة، ثم لحق بوالديها في مرآب السيارات، ليرديهما قتيلين هما أيضا.
وأضاف المصدر أن المتهم، بعد قتل والدي زوجته القتيلة، عاد إلى شقته حيث احتضن طفليه بحرارة إلى صدره، وبقي على هذه الحال إلى أن قدمت عناصر الأمن، فهدد بالانتحار بطلق ناري، في وقت فرضت فيه مختلف السلطات الأمنية طوقا أمنيا مشددا على مسرح الجريمة.
ودخلت الوالي زينب العدوي بنفسها، التي حضرت إلى عين المكان، في تفاوض مع المتهم، دام زهاء ساعة عبر الهاتف، قبل أن يقتنع بتسليم نفسه، وكان لافتا أنه بمجرد ما خرج إلى قوات الأمن حتى بادر إلى تقبيل يدي الوالي العدوي، وهو في حالة انهيار عصبي.
وذكرت مصادر بعين المكان أن إحدى مسببات هذه الجريمة تعود إلى ضغط نظام وساعات العمل، وغيابات المتهم المتكررة عن بيت الزوجية بسبب مهامه الوظيفية، وهو ما دفع بزوجته إلى طلب السماح لها بقضاء العطلة بين عائلتها، ما رفضه المتهم بدعوى ضرورة أن تقضي العطلة لدى عائلته هو بمدينة سيدي يحيى، فكان الرفض من جهتها. ثم تطور الخلاف بقدوم والدي الزوجة، وتحولت القضية من مسألة تافهة إلى جريمة كبرى هزت أرجاء المدينة، مثلما هزت أسرة الأمن بالإقليم…
يشار إلى أنه بعد تسليم المتهم لنفسه، باشرت المصلحة الولائية للشرطة القضائية التحقيق في الجريمة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، فيما جرى إيداع جثث الضحايا بمستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي بالقنيطرة رهن التشريح الطبي.

