“سمعت بعض الصراخ بالطابق السفلي للعمارة .. هممت بفتح باب شقتي .. فإذا بي أتفاجئ بجذبي إلى المصعد من قبل زوجة الضابط وهي تبكي عَافَاكْ أ “ب.ر” غَدِي يَقْتَلِيَا بَّا” هكذا تحدث “ب.ر” للرأي وهو في حالة تأثر شديد من هول ما حدث أمام أعينه كما لو أنه يشاهد فيلما هوليوديا على أرض الواقع.
ثوان فصلته من موت مُحَقّق
يتابع “ب.ر” الشاهد العيان الذي نجا باعجوبة من موت محقق كما حكى لـ”لرأي” “في اللحظة التي كان زوجة الضابط تجذبني إلى المصعد لإنقاذ أبوها .. قام والدي بإحكام قبضته علي و منعي من النزول وهو يقول بصوت عالي ” وَرَاهْ القُرْطَاصْ لْتَحْتْ وَاشْ مَكَتَسْمَعْشْ”.
الأحداث تمر و أنا لست بهذا العالم ولا علم لي بما يحدث أصلا جراء ما يحدث أمامي .. فلو لم يُكتب لي عمرا جديدا لما كنت هنا أمامك وأتحدث إليك .. الفاصل الذي كان بيني وبين مغادرة الحياة لا يتعدى ثوان .. فلو لم تتمكن قوة والدي من جذبي من يدي زوجة الضابط بداخل المصعد لَكُنْتُ في عداد المفقدين بعد ثوان سيما وأن الضابط أجهز على زوجته بالرصاص بمجرد ما توقف المصعد أمامه من دون أن يعرف من هناك.. والله مَادَّانِي نْعَاسْ وَلَا حَطِّيتْ رَاسِي إلى حُدُودْ هذه الساعة “الساعة كانت تشير إلى 19.30 من مساء الجمعة”.
هكذا واصل المتحدث كلامه و هو في حالة يعجز فيها بين الفينة والأخرى عن وصف ما كان يحدث أمامه جراء قوة الحادث، كما لو أنه في حلم الرابعة صباحا في انتظار استيقاظه.
الرصاص يُلَعْلِع في أجساد الضحايا
صفع الضابط أمام الملئ مرفوق بكلام ” اضْرَبْنِي لاَ كَنْتِي رَاجَلْ” كانت النقطة التي أفاضت الكأس في الخلاف الذي وقع بين الزوج المتهم وعائلة زوجته التي يتهمها بالتدخل في حياته الزوجية الخاصة، قبل أن يكشر الضابط عن أنيابه ليصبح كالأسد في حالة هيجان، لينهال على صهره بالرصاصة الأولى على مستوى أعلى “الفًخْضِ” ليتجه صوب صهيرته بالرصاصة الثانية على مستوى الكثف من الخلف، ثم بعد ذلك إلى زوجته برصاصتين بمجرد انفتاح باب المصعد حيث قامت بالنزول إلى الطابق السفلي بعد سماعها صوت الرصاص فأرداها مُصرعة على الأرض.
وفي الوقت الذي رآى فيه الأب قنص ابنته برصاصتين قاتلتين من طرف زوج ابنته، هب بالهروب بالرغم من تلقيه الرصاصة الأولى على مستوى الفخذ، قبل أن يعاوده المتهم الكرة مرة أخرى عبر الإجهاز عليه برصاصتين أخرتين، خَر على إثرهما الاب ملقا على الأرض، ثم باشر بعد ذلك باطلاق النار على أم زوجته مرة ثانية برصاصتين بعد الأولى التي أصابتها في كثفها فأرداه قتيلة على الفور، ليصبح مجموع الرصاصات التي أطلقها الضابط على زوجته وصهريه 8 رصاصات قبل أن يكمل الرصاصات العشر في جسد الأب بعدما طلبت من أمه الصعود عند أبناءه بالعمارة فور وصولها إلى عين المكان.
أسباب ودوافع الجريمة ..
وبالعودة الى الدوافع التي جعلت شرطيا يرتكب مجزرة حقيقية في حق زوجته وأصهاره، حسب ما استقته الرأي من شهادات الجيران ومعارف الضحية والقاتل ، فإن المشكل بدأ بعد احتدام الصراع بين الضابط وزوجته منذ أشهر على خلفية رفض الأخيرة مكوث أم زوجها معها بالبيت، لاسيما بعد دخول عائلة الزوجة على الخط من خلال زيارة الأب لبيت ابنته بين الفينة والأخرى على غير عادته، ليستمر التوتر على هكذا حال إلى أن رفضت “الزوجة” إدخال أم زوجها في زيارة له قبل أسبوع وهو الامر الذي افاض الكاس .
لم يثني الزوجة دعوة زوجها لها للسفر رفقة أبنائهما عن موقفها الرافض لأمه، محاولة منه استعطافها قصد قبول إقامة أمه معه بالبيت. يقول “ف.ز” أحد أصدقاء الضابط وجيرانه في سياق حديثه لـ”لرأي” عادة ما كان “المتهم” يشتكي إليَّ جراء الحيف والقهر الذي يُعَايشُهُ رفقة زوجته وعائلتها الذي وصل إلى مستوى رفض مكوث أمه معه بالبيت بالرغم من كونه الإبن الوحيد لها وحتى أبوه توفى قبل دخوله لسلك الشرطة”.
يسترسل المتحدث في حديثه لـ”لرأي” والد الضحية من أصعب خلق الله وعادة ما يأتي هو وأمها للتهجم عليه ببيته وأمام أبناءه بمجرد صراع بسيط بينهما .. كانت آخرها الصفعة التي تلقاها الضابط من قبل أب الزوجة أمام أنظار الجيران .. بعد أن حاول الصهر مغادرة المكان لتهدئة الوضع”، ليحدث ما حدث.
استنفار امني ورفض الاستسلام
لم يمر عن الحادث قرابة الساعة، ليتم تطويق مكان الحادث عن آخره بكافة المصالح الأمنية بحضور والية جهة الغرب زينب العدوي والوكيل العام للملك، بعد أن تحصن “المتهم بشقته رفقة أبنائه الأول له “ستة أشهر” والثانية لها “سنتين”، رافضا استسلامه لرجال الأمن ما لم يتم حضور إبن خاله من الدار البيضاء لتأمين ابنائه، بقي الأمر على هكذا حال وسط محاولات إقناعه بتسليم نفسه تحت ضمانة تأمين أبناءه حتى يأتي ابن خاله فرفض المقترح إلى أن أتى الأخير حيث قام بتسليمه الطفلين فأوصاه عليهما، ليقوم بعد ذلك بتقديم سلاحه الوظيفي ثم تسليم نفسه لرجال الأمن، بحسب أحد سكان العمارة التي بعين الحادث.

