عانق محمد بوعياد، مفتش الشرطة مرتكب «مجزرة» القنيطرة، طفليه وهذه المرة خلف أسوار السجن المدني، وذلك في أول زيارة عائلية له، فيما لا يزال زواره يتناقلون على لسانه أسرارا مثيرة طبعت أكثر أربع ساعات في حياته سوادا. وأكد مصدر مطلع أن المتهم دخل في نوبة بكاء شديدة، وهو يعبر في حضرة عائلته عن ندمه الكبير على توجيهه طلقات قاتلة من مسدسه الوظيفي صوب زوجته ووالدتها ووالدها، قبل أن يسلم بقدره ويوصي والدته خيرا بصغيريه.
وأوضح المصدر نفسه أن اتساع دائرة التعاطف مع المتهم بالنظر إلى حسن سلوكه وطيبوبة معاملاته، خفف عنه حالة الحزن الشديد الذي سيطر عليه خلال الأيام الثلاثة الأولى من إيداعه السجن المدني بالقنيطرة. هذا وكشف مصدر أن المتهم لا يفارق مصحفا قال إن الوالي زينب العدوي سبق أن أهدته له ليلة إخضاعه بولاية الأمن لعملية تأهيل نفسي من طرف لجنة طبية تتألف من أخصائيين نفسيين أوفدتها المديرية العامة للأمن الوطني لهذا الغرض.
وذكر المصدر نفسه أن المتهم نفى لعدد من زواره في السجن، أن يكون ندم على عدم إقدامه على الانتحار وإن فكر في ذلك، إذ نقل مصدر عن المتهم قوله: «رغم أنني لم أقو على تطبيق كل ما نصحني به المفاوضون عبر الهاتف لإقناعي بتسليم نفسي، فإنني فضلت مواجهة قدري على الهروب إلى الموت منتحرا».
إلى ذلك، أعاد المتهم شريط اللحظات الحرجة التي كانت تفصله خلالها عن الموت ضغطة على الزناد، ليقول: «لقد كان لتدخل المفاوضين أثر كبير على قراري في عدم الانتحار أو قتل غيري»، لذلك «عندما دخل شقتي ابن خالي مرفوقا برئيس الشرطة القضائية والعميد لعرج وجدوني مستسلما لقدري بعدما وعدتهم هاتفيا بهذا القرار