منع خطيب الجمعة المعروف بالقنيطرة «محمد الموساوي» من إلقاء خطبة جمعة يوم أمس، بمسجد «البركة»، الموجود بدوار «الحنشة»، حيث اعتاد أن يُلقي على مسامع رواده دروسا ومواعظ كل جمعة، قبل أن يفاجأ بقرار المنع، للمرة الثانية على التوالي، بشبهة التهجم على قيادية من حزب الأصالة والمعاصرة.
الخطيب الممنوع، توصل، منذ أيام، بمكالمة هاتفية من المندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعاصمة الغرب، تشعره بقرار توقيفه مؤقتا عن ممارسة مهامه كخطيب وواعظ بالمسجد المذكور، بسبب شكاية تقدمت بها مينة حروزى، القيادية في حزب «التراكتور» بالقنيطرة، ضده، تتهمه فيها باستهدافها وتأليب سكان المنطقة عليها، خلال الخطبة التي ألقاها بتاريخ السادس من فبراير الجاري، تحت عنوان «الغيرة على الأعراض والمحارم».
وكشفت المصادر، أن مندوبية الأوقاف، تجاوبت بشكل سريع مع الشكاية المذكورة، وأوقفت الخطيب إلى أجل غير مسمى، دون استدعائه للرد على التهم الموجهة إليه، حيث اكتفت بإبلاغه شفويا بتوقيفه عن إلقاء خطب الجمعة بمسجد «البركة»، مباشرة بعد توصلها بشكاية حروزى، عضو المكتب التنفيذي لمنظمة نساء حزب «البام»، التي اعتبرت الخطبة السالفة الذكر موجهة بسوء نية ضد نساء حزبها المتحدرات من منطقة «الحنشة»، واللواتي شاركن في لقاء تواصلي، نظم، في الخامس والعشرين من شهر يناير المنصرم، تحت شعار «المشاركة السياسية للنساء تفعيلا للمناصفة» بالقاعة الكبرى لنادي الرماية بجماعة العرجات ضاحية مدينة سلا.
وأضافت المصادر، أن مينة حروزى، المستشارة الجماعية بمجلس مدينة القنيطرة، تضايقت كثيرا من التحذيرات التي أطلقها الخطيب من مغبة الانسياق وراء المخططات الهدامة التي تستهدف الأسر المغربية عامة، والمرأة بصفة خاصة، مشددا على ضرورة توخي الحيطة مما يحاك ضد هذه الأخيرة من مؤامرات تهدف إلى استغلالهن، واستشهد في هذا الإطار بما تعرضت له مجموعة من نساء المنطقة اللواتي تم «اقتيادهن» إلى نشاط حزبي خارج المدينة بدون علم أزواجهن، بعدما تم إيهامهن بأن الأمر يتعلق بعملية إحصاء للاستفادة من بقع سكنية كتعويض عن الأكواخ الصفيحية التي يقطنوها، وهو ما اعتبرته المستشارة تحريضا ضد مناضلات حزبها ومساسا بكرامتهن.
واستغربت المصادر ذاتها، خضوع مندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لضغوطات عبد الكريم الوهابي، رئيس قسم الشؤون الداخلية بولاية الجهة، الذي سبق وأن وجهت له اتهامات بخدمة أجندة حزب «البام» بالقنيطرة، وإقدامها، في خطوة وصفت بالمتسرعة، على إعفاء محمد الموساوي من مهامه كخطيب بمسجد «البركة» استنادا فقط على تأويل شخصي لمضمون الخطبة المذكورة، رغم أن صاحبة هذا التأويل لم تحضر الخطبة أصلا، تؤكد المصادر.
واستنكرت المصادر، طريقة تعامل المسؤول المذكور مع هذا الحادث، وسياسة الكيل بمكيالين التي ينهجها في التعاطي مع انتقادات السكان وتظلماتهم، وسكوته غير المفهوم، عن الشكايات التي قدمت ضد عدد من أعوان السلطة، بينهم زوج القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة، وعدم اتخاذه الإجراءات الضرورية في حق المتورطين في تزايد المساكن العشوائية بالمنطقة والمتاجرة فيها، رغم التعليمات الصارمة الصادرة في هذا الشأن عن وزير الداخلية، في حين استغربت المصادر نفسها، تدخله السريع، عبر مصلحة الشؤون الدينية بالولاية، لتوقيف الخطيب بمجرد شكاية لم تتأكد بعد الجهات المسؤولة من صحة الادعاءات الواردة فيها.
ويشار، إلى أن توقيف خطيب الجمعة، خلف استياء كبيرا في أوساط سكان دوار «الحنشة»، الذي شرع المواطنون به إلى توقيع عرائض تضامنية مع الخطيب، والتنديد بمنعه من اعتلاء منبر مسجد «البركة»، لمجرد شبهات فقط، دون أن تمنح له الفرصة للدفاع عن نفسه، ودحض الاتهامات الموجهة إليه، على حد تعبير أحدهم.
شاهد أيضا

