تعتبر مدينة القنيطرة واحدة من المدن المغربية المعروفة على الصعيد الوطني بنسيجها الجمعوي القوي، فهي تحتضن مجموعة من الإطارات والهيئات العاملة في هذا المجال، وتعمل وفق أهدافها المسطرة في قانونها ألاساسي ، فمنها التي تشتغل في الحقل التنموي، ومنها التي تشتغل في الحقل الإجتماعي أو الرياضي، الثقافي والفني والديني وغيرها. بيدا أن واقع هذه الإطارات الجمعوية يطرح اليوم أكثر من علامة استفهام حول حركيتها من جمودها، فالعديد منها يعرف اختلالات على مستوى التسيير، بل ان البعض منها يوجد فقط على الورق، والقلة القليلة من الجمعيات حسب فاعلين في المجال ، هي التي تشتغل من أجل خدمة الصالح العام.
واقع جمعوي مرير في انتظار الافضل
واقع الجمعيات الحالي لا يبشر بالخير،حيث يعرف انحرافات كبيرة ويزيغ عن تعريفه وعن وظائفه وخصوصياته، اللهم القلة القليلة من الأشخاص الممارسين للعمل الجمعوي الجاد، الذين يعملون بكل نزاهة وتفان ونكران ذات.
اسباب التواضع عديدة
أسباب كثيرة تحول دون وصول العمل الجمعوي للقوة المطلوبة، وترغمه على التواري، وتجعل منه عملا هزيل المنتوج والعطاء، ولعل أبرز الأسباب انحراف مجموعة من الجمعيات عن مسارها التربوي التطوعي ، كما هو متعارف عليه في القانون المنظم للجمعيات ، حيث يتخذها البعض للأسف مطية لتحقيق الربح السريع والاسترزاق وقنطرة للوصول لأهداف شخصية مسطرة ومحددة على حساب انتظارات الشباب والطفولة والمرأة أوالمصلحة العامة عموما، وغياب التشجيع والتحفيز، وعدم تثمين المبادرات الرائدة التي تقوم بها الجمعيات وهو ما يجعلها تدخل في دوامة احباط حتى ان غالبية الانشطة المنظمة لا تحضى بالمتابعة ولا بالتتبع المطلوبين وهو ما يحد من حماسة بعض الجمعيات .
غياب التخصص والتكوين مربط الفرس في العمل الجمعوي الهادف
لا يختلف إثنان في أن السواد الأعظم من الجمعيات الفاعلة في القطاع تعمل في مجالات عديدة ولا تتخصص في مجال واحد، فنجد مثلا جمعية للثقافة والرياضة والتنمية والعمل الإجتماعي، في الوقت الذي يحبد فيه ان تكون هناك جمعيات متخصصة في مجالات محددة كالثقافة اوالرياضة أو التنمية ، على ان بعض الجمعيات تفتقر للتكوين والتكوين المستمر الشيء الذي يجعلنا نكون امام جمعيات تختص في الأنشطة الترفيهية، فلا تستغرب حين تجد رئيسا لجمعية للمسرح لا يفقه من علوم المسرح وفنونه شيئا، وتجد نفس الشخص كاتبا عاما لجمعية رياضية والرياضة براء منه، ولا تصدم لما تجده مرة أخرى أمينا لجمعية للمعاقين مع العلم انه ليس معاقا انه الواقع المعاش للفعل الجمعوي وان كان لا يجب ان نعمم لان هناك جمعيات يشهد لها بالجدية والعمل المتفاني وباخلاص .

