موت عدنان يسائلنا جميعا

الاستاذ حميد خيري – k36.ma

كباقي الأسر المغربية أصبت بالذهول و الصدمة من هول الكارثة التي حلت بالراحل عدنان بوشوف،الطفل البريئ ذو الوجه الملائكي الذي لم يكمل ربيعه الحادي عشر،لم أستطع تمالك نفسي وشعرت برغبة كبيرة في البكاء،حسبته إبني ووضعت نفسي مكان والديه المكلومين، أي شعور و أي إحساس و أي ذنب اقترفه عدنان ليغتصب ويقتل ويدفن سرا بهذه الطرية المروعة.
الكلمات لا تكفيني و لا تسعفني في وصف هول المصاب الجلل و لا أجد ما أعبر به غير ان لا حول ولا قوة إلا بالله، و حتى لا يمر موت واغتصاب عدنان مرور الكرام مع أنني أشك في ذلك،وجب علينا كأسر و كمواطنين ومسؤولين …وكمغاربة أن نتسائل:
كم ذئبا بشريا يمشي بيننا،ينام بجانبنا،يأكل من أكلنا ويلبس لباسنا…بل وقد نجده يبكي معنا اليوم ويرثي عدنان.
أين الخلل؟و ماهو الحل؟ومن يتحمل وزر مقتل عدنان؟
أكيد أن القاتل سينال جزاءه و سيرمى في زنزانة انفرادية في أحد سجون المملكة و بعدها إلى مزبلة التاريخ، وعقابه في الآخرة عند ربه ،و أكيد أنه سيكون منصفا لعدنان و لأسرته المكلومة .
موت عدنان يسائل المجتمع و المدرسة و الأسر المغربية، فأي قيم و أي أفكار و أي تربية قدمنا لأبنائنا سنجني أكيد ثمارها بأيدينا إن عاجلا ام آجلا.
موت عدنا سيسائل النظام القضائي المغربي ،فهل سيكفي المجرم المغتصب و القاتل السجن المحدد أو المؤبد أو الإعدام.و كيف يمكن لموت عدنان أن يكون الشمعة التي ستنير عثمة النظام القضائي بالمغرب للحد من هذه الجرائم وعتق أطفال أبرياء من مخالب هذه الوحوش الآدمية.
اتحد المغاربة وراء جلالة الملك لاستكمال الوحدة الترابية للمملكة، و اتحدنا جميعا وقلنا لا للإرهاب ، ولا للحكرة و لا للجهل ولا للفقر ولا للرشوة ….و الآن نقول جميعا لا للإغتصاب ، نعم للقصاص العادل و لتحيا الطفولة ببرائتها و ليرحم الله عدنان وليلهم ذويه الصبر و السلوان و إنا لله و إنا إليه راجعون.




شاهد أيضا