الدفع للتمنيع الجماعي لا يكون بالتضييق على الحريات و المنع من ولوج المؤسسات

آسفي . K36: عبد القادر سواوتي

ثقافة تلقي الأمصال أو أخذ اللقاحات كمناعة مكتسبة أو مستثارة بالتحفيز أصبحت من المعلوم في الصحة بالضرورة ، و كموروث صحي وقائي كانت الأسر و لازالت و بخاصة بين الأمهات أحرص على الالتزام بمواعيدها و استكمال جداول التطعيمات الخاصة باللقاحات و التي يتوخى منها مناعة مكتسبة ايجابية ضد جرثومة أو فيروس ميت او حي مضعف ، و قد طرح فيروس كورونا منذ الأيام الأولى لظهوره و فتكه بالمئات و الآلاف مخلفا ضحايا بين مصابين و موتى ، رد فعل موازي استدعى التسريع و مسابقة الزمن بايجاد لقاحات مضادة تدعم و تحفز المناعة الداخلية للانسان ضده ، و لإن انخرط العالم في تبني بروتوكولات دوائية و أخرى وقائية و تلقي جرعات اللقاح المضاد ، إلا ان تواتر الانتكاسات الوبائية إثر مضاعفات صحية على متلقي الجرعات ، وصفت في حالات بالخطيرة ، عزاها البعض إلى عملية تسريع انتاج هذه اللقاحات في اختزال صريح لكافة مراحل الإنتاج و بخاصة مع التجارب السريرية ، جعلت مختصين و مهتمين و مجاميع علمية عدة هيئات طبية و جمعيات تعنى بالصحة يشككون في مأمونية هذه اللقاحات ، و عززت أطروحاتهم شواهد و شهود نقلت تلك النظرة إزاء الرغبة الجماعية في التلقيح من الإيناس إلى الإيحاش و من التلميح بالتوجسات والهواجس إلى التعريض و التصريح بالمخاوف ، خاصة مع غياب أي تصريح رسمي او تطمينات معقولة و مقبولة لا على مستوى وزارة الصحة او اللجنة العلمية المناط بها هذه العملية ككل .

و مع جدلية إختيارية التلقيح و فرض جواز التلقيح ، فكمغاربة و بخاصة بين #غيرالملقحين صار أغلبهم يرى الوطن ضيقا رغم رحابته و بات لا يفارقهم إحساس عام بالغين و الحكرة ، إثر ما أضفي على عملية #جوازالتلقيح_الإجباري من طابع مؤسساتي بالمنع من الولوج و صد الأبواب نحو كل المرافق العمومية و غيرها ، و عدت هذه التوجهات الحكومية ضربا للحقوق و الحريات و تضييقا و حرمانا من مكتسبات كونية ، كما أن جل المحتجين ضد التلقيح ليس رفضا له بل عن ريبة و شك في مأمونيته ، و بخاصة الجرعة الثالثة و الثانية التكميلية من لقاح مغاير ، كما عزز تردد البعض و إحجام اخرين عن استكمال الجرعات ذلك السيل العارم من محتويات مرئية و مواد مسموعة لشهادات و تصريحات عمن حدثت لهم تأثيرات صحية خطيرة وصلت للشلل و الوفاة … في ظل غياب أي توضيح رسمي و غياب تقارير طبية بخصوص من لهم مضاعفات وخيمة رافقت تلقي الجرعات .

كما أن غالبية #غيرالملقحين ليسوا روافض ل #التلقيح و الملقحون ليسوا #شيعته بالدرجة الأولى ، و احتجاجات #رافضيإجباريةالجواز ليست تمترسا منهم ضد #التمنيعالجماعي بل رد فعل طبيعي بحفظ النفس و سلامة البدن عندهم ، و لا رد له و جلاء عنه إلا برفع الغبش و بعث الاطمئنان مما قد يترتب عن اخذ اللقاح من مضاعفات صحية سبقت عند الكل أخبارها قبل حدوثها ، و تناسلت و علا صوتها عن صوت أي جهة سيادية و حتى لجنة علمية تقطع و تتجاوز بالمترددين أو المتخوفين و حتى المشككين جميعهم إلى إقبال طوعي ، فأذن الخائف لا يصل إليها إلا صوت يبشر بالأمن و الأمان ، كما أن الحث على #التمنيع_الجماعي لا يكون بالتضييق المؤسساتي على شريحة مهمة من المواطنين و المواطنات ، و أقله رأفة بذوي الأمراض المزمنة و الشيوخ و العجائز علاوة على من تتحقق فيهم الموانع من تلقي اللقاحات و التي هال تجددها و خروجها على أكثر من نسخة حتى وصلت الثلاث و ربما استقبلتنا الأيام القادمة بالأربع ، و التي لا يعرف منتهاها و لا على أي رقم تستقر نسخها مع فيروس ينعث بالمتطور و المتحور باستمرار ، فصار يسوق لكل جرعة و نسخة مطورة من اللقاح وصف النجاعة و التي لا تعدو بعد زمن سوى أنها وقتية المفعول و ضعيفة الفعالية ، و كأن العنصر البشري غدا بيئة حاضنة لمجموعة من التطبيقات و البرمجيات ضد فيروس عضوي لا برامجي في كل مرة وجب تأهيلها بالترقية و التحديث .

و حتى إن كان يراد من #إجباريةجوازالتلقيح إحداث تلك الرجة التي تدفع بالمتقاعسين إلى المسارعة لتلقي الجرعات و تجر بالحسم عند المترددين إلى القطع مع هذا التردد . فلا زالت شريحة مهمة من المغاربة و المغربيات وجب تهدئة روعهم و انتشالهم من حسرتهم و ليس بتركهم عرضة للأحكام الظنية علاوة على تضييق الخيارات أمامهم على قاعدة #إماالتلقيحأوالتلقيح ، فحتى من خرجوا للتظاهر ضد #إجباريةجواز_التلقيح بالتجمهر و الاحتجاج بالساحات و الميادين غالبيتنم أمهات و شيوخ و عجائز و رجال و أطفال و قلما يحدث أن يجتمعوا أو يجمعهم في مكان أي مطلب ولكن الخوف على أنفسهم و فلذات الأكباد هو ما أضطرهم إلى الاستطفاف و تلبية نداء الاحتجاج و تبني ثقافة النضال ، ألا رويدا و رفقا بأناس هربوا من خوف و خوف فلا تتلقوهم بخوف أخر .




شاهد أيضا