مداخلة النائب عيدودي خلال مناقشة وزير التعليم بلجنة التعليم والثقافة و الرياضة

مداخلة السيد النائب عيدودي عبدالنبي خلال مناقشة وزير التعليم بلجنة التعليم والثقافة و الرياضة

مقدمة:
الحمد لله و الصلاة و السلام على سيدنا محمد أذن الخير التي استمعت إلى أخير ارسال السماء لهذه الأرض فعبرت عن الحق بلسان الصدق لتربية الخلق.
و التربية رسالة الأديان، نادى بها سقراط و أفلاطون و جميع الأنبياء و المرسلين، و هو موضوع حارت فيه العقول و أنارت وزلت فيه الأقلام و فلتت فيه ألسن و صامت، و توالت الإصلاحات تلو الإصلاحات و لازلنا باحثين عن نار هدى لإصلاح المنظومة التعليمية.
و الإصلاح لأي مجال يجب أن يكون بالمشروع لا بالموضوع ويعني:
أولا: لا إصلاح دون عدالة مجالية تعيد للتلميذ ورجل التعليم بالعالم القروي و بالجبال حيث العمق المغربي و ألم المنظومة التعليمية حقوقه وكرامته.
ثانيا: لا إصلاح دون تجويد الخدمات التربوية الناظمة للأخلاق و المهذبة للقيم الانسانية المشتركة.
ثالثا: لا إصلاح دون إعادة التقويم الصحيح و الصياغة المكينة للمناهج التربوية لمختلف مستويات التعليم أولي-ابتدائي، إعدادي -ثانوي و جامعي أكاديمي.
رابعا: لا إصلاح بثقافة البغريرة و الحريرة فهي ثقافة دخيلة لن تمكننا من بناء الأجيال و لن تصنع لنا رجال و نساء لهم و لهن القدرة على الإبداع والابتكار.
خامسا: لا إصلاح إلا بالعودة إلى فلسفة العلوم الإنسانية التي تنهل من الأدب و الأخلاق الدينية الإسلامية و اليهودية و المسيحية ، القرآن و علومه ، الحديث و علومه، والثورات تلمود و الانجيل الأربعة .
سادسا: لا إصلاح دون التربية على قيم التسامح و الحب للأخر والانفتاح على العلوم و الحضارات و الثقافات والديانات الأخرى و بالاشتغال على الترجمة لهذه العلوم -الترجمة منها و إليها-.
سابعا: لا إصلاح دون إدراج الإصلاح الأخلاق الدينية و القيم الكونية في مناهجنا التعليمية لخلق جيل قادر على التعايش مع تراثه و قادر على الاندماج في العالم الجديد «جيل العالم الافتراضي».
ثامنا: لا إصلاح دون صناعة رجال التعليم و تكريمهم كما كرم الله رسله “قف للمعلم وفيه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولا”.
تاسعا: لا إصلاح دون التربية الشمولية للتلميذ داخل الأسرة و خارجها بغرس فلسفة الأخلاق و القيم في نفسه فتكون بصيرته و بصره “فإن الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا”.
عاشرا: لا إصلاح دون فلسفة تربوية تنهل من قاموس الأديان لأن الدين حداثة عريقة و الحداثة مقدس معاصر.
فالاصلاح في حاجة إلى مراجعة للمناهج التربوية و البيداغوجية لتعود تنهل من العلوم الإنسانية و الدينية الإسلامية اليهودية المسيحية و الحداثة و هذه اللاءات العشر لابد من تفعيلها، بل نحن في حاجة ماسة إلى أخدها بمفهوم المخالفة في مراجعة المشروع التربوي برمته.
أما الحديث عن الموضوع، فبعد تراجع الحكومة في تصريحها فيما وعدت به في برامجها الثلاث من استحقاقات 08 شتنبر 2021 و بعدها تسقيف سن التوظيف بالحقل التربوي نسجل بكل أسف تراجع الحكومة عن كل هذه الالتزامات بالبرامج الانتخابية و التصريح الحكومي و المشروع المالي أدى إلى مزيد من الاحتقان الاجتماعي و الاحتجاجات التي نفهم من أين و من يقف وراءها، لكن للأسف الشديد نلاحظ أن هذه القرارات السريعة المتسرعة للحكومة دون الدراسة لآثارها تقدم فرصا لمزيد من الاحتقان لمن يريد أن يشتغل من خارج المؤسسات بزرع البلبلة داخل المجتمع و كذلك لمن يريد أن يعمل بازدواجية من داخل المؤسسة و من خارج المؤسسةـ و يعتبر تسقيف الأعمار و السماح لما دون الثلاثين باجتياز مباريات التعليم بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس و زادت الطينة بلة و خلق هذا القرار بلبلة دؤوبة داخل الشارع.
إن المواطن المغربي اكتوى اليوم بغلاء الأسعار،المواطن المغربي يرفض تسقيف الأعمار، المواطن المغربي لم يجد شيء من مما وعدت به الأحزاب المشكلة للحكومة شيئا و ما جاء في التصريح الحكومي ما يشد عضضه و أزره في بنود مشروع المالية باللغة الدارجة البدوية الغرباوية “المواطن مبقاتش عندو فين تكيل الذبانة”




شاهد أيضا