الدار البيضاء – k36.ma
مؤخراً تزايد الحديث عن فلسفة الريدبيل في المغرب بشكل كبير،اكتسبت شعبية على مواقع التواصل الاجتماعي، وخصّص لها المهتمون مدونات وصفحات ومجموعات، وقنوات على «يوتيوب»، للتعريف بأفكارها، ولتبادل الخبرات والنصائح بين الأعضاء.
لكن كما جميع الافكار الجديدة، فهناك جدل كبير يرافقها دائماً، فاذا كان البعض يراها فلسفة لصناعة رجل ناضج قادر على فهم وتحمل المسؤولية، يراها البعض الاخر فلسفة إقصائية ضد النساء، فيما يتخوف البعض أن تساهم هذه الفلسفة في ترويج المثلية الجنسية في المجتمع .
وكي نضع حداً للقيل والقال، غوصنا في العالم الإفتراضي بحثا عن “ريدبيلي” يقربنا من هذه الفلسفة، ويجيب عن اسئلة الداعمين والمنتقدين والمتخوفين، وبعد بحث طويل ومجهود كبير تمكنا من إقناع أحد الشباب المؤمنين بهذه الفلسفة، وكان لنا معه لقاء واجرينا معه هذا الحوار …
•1 عرفنا بنفسك ؟
الاسم “امين.ع” 35 سنة حاصل على الدكتورة في مجال علوم الحاسوب اختصاص الحوسبة السحابية، صاحب شركة لخدمات الويب، وعضو بمجموعة من المؤسسات الاجتماعية.
•2 ماهي ثقافة الريدبيل ؟
أولا بالنسبة لي اعتبر الريدبيل فلسفة اجتماعية فرضها المجتمع المعاصر، وأصبحت ضرورة في وقتنا هذا، وأصبح من الضروري على الرجال التشبع بأفكارها، لهذا نعتبرها فلسفة وليست تنظيم أو فصيل أو حركة .
•3ماذا تقصد بأن الريدبيل ليس حركة ، ونحن نرى عشرات المجموعات في منصات التواصل الاجتماعي تسوق لهذا المصطلح الدخيل؟
ـ ليست حركة لانها لاتتوفر على اي نظام هيكلي وليس لها قائد أو أعضاء أو قوانين، هي فلسفة نعتبرها الأصل وهي فطرة الرجل وافكار “الريدبيل” هي نفسها الأفكار التقليدية التي كانت عند أجدادنا عبر التاريخ، وبخصوص المجموعات الفيسبوكية، اي فكرة او ثقافة جديدة تفرض نفسها أولا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، واغلبها تكون فضاأت مفتوحة للنقاش وتبادل الأفكار وتبسيط المفاهيم، في نفس الوقت نجد مجموعات أخرى تهاجم هذا الفكر.
•4 من أين جاءت فكرة الريدبيل .ولماذا الأن بالضبط؟
ـ من الاسم يتضح أن الفكرة جأت من الغرب، والريدبيل مصطلح يعني “الحبة الحمراء” ومفهومها الدلالي تعني حبة الحقيقة، فيما يتعلق بالظرفية التي جأت فيها هذه الفلسفة، فلكل فعل ردة فعل، فهناك عدة عوامل منها تضرر “الرجال” من القوانين المجحفة التي فرضتها اغلب دول الغرب، والتي جعلت من الرجل الحلقة الأضعف في المجتمع، وكذا بعض السياسات التي خربت مفهوم الأسرة في المجتمع الغربي فاستفحلت ظاهرة الطلاق بشكل خطير وانتشرت العلاقات خارج إطار الزواج وتدمرت قداسة الأسرة ، لتخرج مجموعة من الحركات الذكورية بعضها متطرفة مثل ” الميكتاو” وهي حركة تدعوا لاعتزال النساء بصفة نهائية، وهذا حسب رأيي الشخصي يخالف فطرة الانسان،ويحمل طابع عنصري اقصائي ضد النساء، وقد يؤدي بصاحبه لشذوذ فكري وجنسي، لهذا جاءت فلسفة “الريدبيل” كحل وسط يضع كل جنس في مكانه الطبيعي، ليكون الرجل رجلاً بكل ما للكلمة من معنى، وتكون الأنثى، أنثى تقود الأسرة وأم تربي الأجيال وتحمي العائلة من التشتت والضياع.
•5 الكثيرين يعتقدون أن “الريدبيل” أو ماتسميه “الحبة الحمراء” جاء من لمناهضة الحركة النسوية؟
ـ سؤالك ينقسم لشقين، الشق الأول هو ان فلسفة الريدبيل ليست في مواجه مع النساء ولاتهدف لشيطنة المرأة، بالعكس نعتبر المرأة نصف المجتمع وهذه حقيقة مطلقة،فقط نرى أن المرأة كما الرجل كل يجب أن يلتزم بدوره.
اما فيما يتعلق بالحركات النسوية، يمكن أن نقول ان فلسفة الريدبيل تختلف تماما عن افكار النسوية التي نعتبرها دخيلة على المجتمع المغربي والعربي.
•6 ماهي أبرز الأهداف التي تسعى اليها فلسفة “الريدبيل” ؟
ـ الريدبيل نستطيع أن نقول انها رحلة تقود الرجل لتحقيق 3 أهداف رئيسية وهي ..
. أن يكون للرجل مكانة اجتماعية مرموقة.
. أن يكون الرجل مستقل ماديا ويصل للحرية المالية.
. أن تعود للرجل شخصيته وهيبته عبر الاهتمام بالمظهر والهندام.
اذا لاحظت ان في هذه الأهداف ليس هناك إشارة للمرأة، لأننا نعتقد أن الرجل الذي يحقق هذه الأهداف سيصبح قائد للأسرة والمجتمع.
•7 أخيرا كيف ترى “الريدبيل ” والعالم العربي ؟
ـ للأسف اكبر خطر يهدد فلسفة “الريدبيل” في مجتمعاتنا العربية هو التحريف وسوء الفهم، وتسويق مفاهيم مغلوطة قد تؤدي لشيطنة المرأة و الإساءة لها، كما قلنا سابقا الريدبيل هو فلسفة لتكوين الرجل الحقيقي، كما كان أجدادنا عبر العصور .
•8 كلمة اخيرة ؟
كما يقول المثل المغربي (كون غي راجل) الريدبيل هي الرجل الواقعي الذي يفهم الحياة ولا يكون ضحية للعلاقات الوهمية المصلحجية (فلوسك خسرهم على راسك .. طور ذاتك.. صنع مستقبلك.. ديك الساعة تحمل مسؤوليتك في العائلة).