كريم شوكري يكتب .. إنتحار صناعة المحتوى

كريم شوكري _ k36.ma

يبدو ان ارتفاع مؤشر الهذيان لدى بعض حمقى صناعة المحتوى قد بلغ إيقاعات منفلتة..
لفيف لا يستهان به من منصات صناعة المحتوى تحول بشكل متسارع إلى ما يشبه صندوق “پاندورا” الذي جعلت منه الميتولوجيا اليونانية مستودعا لشرور و أعطاب النفس البشرية..
كيف لا و الموضوع تحول إلى سجال مستحكم بين نزر من طرشان الزقاق الافتراضي..
لنقتفي بعض مسارب هذا العته الرقمي بين نواصي بشر شبه أمي..
فبين كتبان هذه المنصات الإفتراضية القاحلة من حيث جودة العرض و الطلب تتراقص عينات بشرية بملامح ثقافية متباينة..
هناك أولا من تمزقت لديه أشرعة تبجيل المقامات لدرجة تنصيب نفسه، دون أن يرف له جفن، “خبيرا” فوق العادة في مادة صناعة المحتوى، كما لو كان الأمر يتعلق بمسلك علمي و نسق معرفي و تخصص أكاديمي فائق الدقة المنهجية و الصرامة المعيارية..هزلت..
ثم هناك طينة أخرى من المهرولين خلف أساطير إنتاج الثروة بكبسة زر ممن يشرعون أفواههم عند سماعهم لفقاعات من يبشرون بسلاسة تحويل شبكات العرض الرقمي (اليوتيوب نموذجا) إلى شبابيك أوتوماتيكية تبيض أوراقا نقذية في لمح الأبصار..
فيما لسنا بحاجة إلى أعين زرقاء اليمامة لتحديد ملامح عينة لا تعوزها النباهة و الجرأة في أفق كشف عرى المحتالين الجدد ممن انتبهوا لحجم البلاهة الذي بات يجثم على النسخة المغربية للسوشيال-ميديا..
إلا أنه لا يتعين تحجيم حضور ثلة من الزوار الصامتين الذين استهوتهم الفرجة في مستنقع البلادة الذي اندحر إليه هؤلاء الأتباع الذين يدينون بالولاء لمؤثريهم في مشهد يستقيم تكييفه مع خطاطة الشيخ و المريد كما نسجها الأنتروبولوجي المغربي الالمعي عبد الله حمودي..
و لعل ما يميز الفئة الأخيرة عن باقي نزلاء هذا “المركب الاستشفائي” الرقمي، هو أنهم “ميتين بالضحك” على أمة افتراضية ضحكت من جهلها أمم رائدة في صناعة المحتوى لدرجة تفريخ مؤثرين بخلفيات ثقافية و معرفية راقية، يصدق عليهم پروفايل قادة الرأي حسب معجم علوم الاتصال..
هزلت..




شاهد أيضا