بعد الجريمة البشعة التي هزّت المملكة المغربية والتي تمثلت في قتل رجل أمن وحرقه والتخلص من جثته بقناة للصرف الصحي بمدينة برشيد، بدأت تتعالى أصوات النشطاء المغاربة بمواقع التواصل الاجتماعي، تُطالب بضرورة ضمان هَيْبَة الأمن الوطني، وتوفير الضَّمانات الكفيلة بحماية رجال الشرطة خلال تَدَخُّلاتهم الميدانية وحتى بعدها، لاسيما أمام الاعتداءات المُتكررة التي باتوا يتعرضون لها من طرف بعض المُجرمين من ذوي السوابق القضائية.
ومازاد من غَضب المغاربة، حسب تعليقاتهم، هو الطريقة البشعة التي نفذت بها الجريمة في حق رجل أمن مشهود له بالنزاهة والكفاءاة،
وأعاد نشطاء مغاربة تداول فيديوهات، يَظْهر فيها بعض الأمنيين وهم يتعرضون للضرب بالشارع، ويتلقَّوْن وابلا من عبارات السب والشتم أمام المواطنين، مِمّا يَحُطُّ من كرامتهم، وينتقص من هيبتهم، ويجعلهم عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم ولا القيام بواجبهم المهني، خاصة وأن بعض الهيئات الحقوقية تسارع إلى مهاجمتهم عبر بلاغاتها بعد بعض التدخلات الأمنية، كما تطالهم أحيانا إجراءات تأديبية عند استعمالهم لسلاحهم الوظيفي أثناء أدائهم لمهامِّهِم وحفظهم للأمن بالشارع.
وطالب النُّشطاء بتسريع وتيرة التحقيق في هذه الجريمة وتقديم المتورطين للعدالة وتشديد العقوبة عليهم دون رحمة، فيما طالب آخرون بتنفيذ عقوبة الإعدام في حق من تبث تورطهم في هذه الجريمة، حتى يتم إعادة الاعتبار لهذا الجهاز العتيد الذي يُقدم رجالاته التَّضحيات الجِسام ليل نهار، وفي جميع المناسبات، وذلك من أجل أن يَنْعم المواطن بالأمن والأمان ويعيش في طمأنينة وسلام، بعيدا عن تهديدات المجرمين الذين أصبحوا يشكلون مؤخراً كابوساً ليس فقط للمواطنين، بل أصبحوا يُشكلون أيضا تهديداً وخطراً حقيقيَيْن على رجال ونساء الأمن، الذين بات من المُلح منحهم صلاحيات أوسع وفقا للقوانين، خلال تَدَخُّلاتهم الميدانية ضد كل من تُسوِّل له نفسه الانتقاص من قيمتهم أو عرقلة تدخلاتهم أو الاعتداء عليهم.