يعكس الواقع المعاش في المغرب, تباينًا ملحوظًا بين رؤية جلالة الملك محمد السادس بسياسته الرامية لتنمية المجتمع وبين تدابير المنتخبين الرامية لاعادة الانتخاب و بابشع صورة ,تنظيم المهرجانات الفنية التي تمثل نقطة ضعف في توجه البلاد نحو تحقيق التنمية المستدامة. بينما يتسم اهتمام الملك بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية بروح التحديث والتجديد، تظهر المهرجانات تحديات تعكس تبذير المال العام وعدم تحقيق فوائد اجتماعية قوية.
في الوقت الذي يركز فيه جلالته على تعزيز التنمية المستدامة وتحسين الحياة للمواطنين، يبدو أن المنتخبين مشغولين بتنظيم المهرجانات الفنية التي لا تساهم بأي شكل من الأشكال في تحقيق هذه الأهداف. إذ تستنزف المهرجانات موارد مهمة من المال العام دون تحقيق عوائد اقتصادية أو اجتماعية ملموسة. يمكن أن يكون هذا التناقض ملحوظًا خاصة عندما يتم تنظيم مهرجانات بتكلفة باهظة بجانب جهود جلالته في تعزيز المشاريع الاجتماعية والاقتصادية ذات الأولوية.
على الرغم من أهمية المهرجانات الفنية في تعزيز الثقافة والفن وتوفير منصة للتعبير الإبداعي، إلا أن هذا يجب أن يتم عند الانتهاء من تنمية الاجتماعية فكيف لمن لا يجد قوت يومه ان يستمتع و بطن ابناءه فارغ . يجب أن يكون هناك تركيز على تحقيق الاولوية الاجتماعية التي سطرها جلالة الملك بالاستثمار في المشاريع الاجتماعية ذات الأثر الإيجابي وليس تنظيم المهرجانات .
و في لأغلب الضن الاصرار على تنظيم المهرجانات من قبل الحزب السياسي قد يرتبط بزيادة شعبيتهم. عندما ينظم الحزب مهرجانًا ناجحًا وجذابًا، قد يجذب عددًا أكبر من الجماهير ويعزز دعمه من الناخبين. و يمكن أن تجذب المهرجانات اهتمام وسائل الإعلام و من خلال تغطية وسائل الإعلام، يمكن للمنتخب تعزيز وجوده اعلاميا .
على الرغم من هذه الدوافع، يجب مراعاة أن مستوى تأثير المهرجانات واستجابة المجتمع السياسية منعدمة فهي لا تتوافق مع توقعات المجتمع.
وفي حالة دولة تحتاج المرأة الحامل نصف يوم للوصول إلى المستشفى، يمكن القول أن تحسين وتطوير البنية التحتية للنقل والرعاية الصحية يأتي في مقدمة الأولويات ولا مكان فيه للمهرجانات التي لن تخدم هذه المراة في شيئ.
و صحيح أن تحقيق التوازن بين سياسة جلالة الملك وتنظيم المهرجانات، يعتبر امر منطقي و لكن ليس في المغرب , ليس في دولة البطالة فيها تجاوزة 10 في المئة ,ينبغي للمنتخبين الالتزام بالسياسةالمحلية والجماعات التي ارساها جلالته وتوجيه الموارد بشكل مناسب. يمكن تحقيق ذلك من خلال وضع ميزانيات المهرجانات في ما هو تنموي، وتحسين إدارتها وتوجيهها نحو الأهداف الاجتماعية والاقتصادية. بالإضافة إلى ذلك.
باختصار، يجب أن تكون الخطوات نحو التنمية المستدامة في المغرب متناغمة ومتوازنة، مع السياسات التي وضعها جلالته لتحقيق الفوائد الاجتماعية والاقتصادية. يمكن تحقيق ذلك من خلال تضافر الجهود بين السلطات المختلفة والمجتمع المدني والجماعات ، بهدف تحقيق تقدم مستدام وشامل للبلاد ولجميع شرائح المجتمع.