ع. الرزاق بوتمُزّار
“أعلن عن توقيف كلّ معاركي مع المخزن وإعلامه وانسحابي النهائي. وأسأل الله أن يُصلح الأحوال”.. بهذه العبارات، أعلن “البوسبيري الأكبر” مصطفى بُونيفْ، بعد سنوات وسنوات من “طحن” كلام فارغ وساقط وتافه وبذيء في حقّ المغاربة، الذين لم يشعر بأدنى حرج وهو يصفهم بأحطّ الأوصاف والنّعوت، بل سوّلت له نفسه (الدّنيئة بالمناسبة، مثل نفوس العديد من شاكلته من “قذارات” منصّات “السّوشل ميديا”، من الجانبَيْن للأمانة) المطالَبة بـ”طرد” المغاربة الذي يشتغلون أو يقيمون في الجزائر، استلهاماً من “فلسفة” بُوخرّوبة، الذي كان قد أبان عن عقدة نقص النظام العسكري الفاشل وهو يطرد مئات الآلاف من المغاربة، في ردّة فعل بائسة على “المسيرة الخضراء” الملهمة، التي استطاع المغرب بفضلها استرجاع أراضيه الجنوبية..
كلام هذا “البونيفي” البائس واليائس في حقّ المغرب والمغاربة ظلّ، على امتداد السّنوات التي “لوّث” فيها وأمثاله الفضاء السّمعي -البصري وأنظار ومسامع نشطاء مواقع التواصل، يمتح من معين “البوسبيرية”، التي يبدو أنه رضعها من ثدي أمّه (أمّ حسن) أكثر ممّا رضع من الحليب، إلى درجة أنه وجد نفسه “مخلوقا” مُتموقعاً بين الجنسَيْن، فلا هو رجُل ولا هو امرأة، حتى نعرف على الأقلّ بأية صفة نخاطبه ونرُدّ على هلوساته المريضة، شأنها شأن “هرطقات” كلّ من ساروا على نهج “الفكر” البُوخرّوبي المريض بـ”المروكوفوبيا” حدّ البلادة والبلاهة.
ولأنّ المريض الجزائري (وليعذرني مايكل أونداتجي، مؤلف رائعة “المريض الإنجليزي” التي اقتُبس منها فيلم بالاسم ذاته على هذا الإسقاط) بالكذب والافتراء والتلفيق لا يستطيع أن يكون صادقاً مع نفسه حتى في لحظة فارقة في مساره مثل هذه، فقد أظهرت عبارات هذا “الاستسلام”، على قلّتها، أنّ الطبع يغلب التطبّع، إذ إنّ هذا التافه، المثير للشّفقة في كلّ فيديوهاته ولايفاته الفارغة “السّابقة” أبى إلا أن يواصل الكذب وهو يزعم أنه سيوقف كلّ معاركه مع “المخزن” وإعلامه.. فهذا الخنثى لم يكن يُوجّه خطابه الضّحل والجاهلَ فقط ضدّ “المخزن” وإعلامه كما ادّعى، بل إنّ كلّ ما ظلّ يفعله هو التعبير عن كراهيته المقيتة وغير المُبرَّرة تُجاه المغاربة؛ وتقليل حيائه نُجاه المغربيات؛ ومهاجمة المغرب، شعباً وقيادةً ومُؤسّساتٍ، في تكريس للتوجّه “العبيط” لمَن هُم على شاكلته من “الهضّارين” الجزائريين الجُهلاء “الخاوْيين” من أيّة ثقافة أو وعي أو اطّلاع على التاريخ أو الجغرافيا حتى يكون لسماع ثرثراتهم على أسلاك النّت معنى أو أدنى فائدة.
يا أختي.. أخي عفواً، أيّة “حرب” هذه التي تعلن انسحابك منها؟ لماذا جلّكم مرضى بـ”الحرب”، رغم أنّ التاريخ يشهد أنكم لم تخوضوا حرباً واحدة طوال “تاريخكم” حتى لنيل “الاستقلال” المزعوم، إن افترضنا أنّ لكم تاريخاً أصلا؟ ثمّ ماذا تظنّ نفسَك فاعلا، أنت وكلّ من هُم على شاكلتك من “المساطيل” الذين لا يكادون يصمتون عن “التقرقير” من هذه “اللقوة الضّاربة” التي حشرنا الله بجوارها؟! هل كنت تظنّ أنه بخطابك البائس واليائس، الذي يلوي عنق الحقيقة بالغصب ليعوّضها بادّعاءات ومزاعمَ وافتراءات ستُغيّر شيئاً من الأمر الواقع القائم، سواء في الجزائر أو في “مخيمات” تندوف القروسطية؛ بينما في الصّحراء الحقيقية، التي صوّرت لكم بروباغندا و”تكليخ” و”بردعة” العسكر لكم، على امتداد عقود وعقود، أنّ فيها “مشكلا” أصلا، فبالأحرى أن يُتنازَع عليها، ترفل في نعيم الأمن والأمان والازدهار، التي عرفتَ وعرف أمثالك أنكم لن تستطيعوا مواصلة “إخفاء” مظاهرها على الجزائريين “المُبردَعين”، الذين ظلّ “الكابرانات” يُلقّنونهم “تاريخاً” مغلوطاً تماماً، عن المغرب عموماً وعن أقاليمه الجنوبية تحديداً، التي أراد النظام “الكرغلي” الخبيث والمفلس أن يوقف بها عجلة التنمية في المغرب. لكنّ نظام “المخزن” كما تسمّيه تَفَطّن -لحسن الحظ- إلى خُبث وحقارة المخطّط “الكرغولي” وواصل في طريق تنمية أقاليمه الجنوبية حتى صرتم “تتفنّنون” في الالتفاف على الحقيقة ومحاولة مواصلة إخفاء الحقائق الصّارخة -على أرض الواقع وليس في خيالكم المريض- بين صحرائنا وصحراء “تندوف”، التي “استعمرها” مرتزقة “البوليخاريو” (كما صار يُسمّيهم الجزائريون) الذين “عاقوا” وتفطّنوا، لكنْ مُتأخّرين، لـ”القالب” الذي “طلع” مع النظام العسكري البائد، الذي أراد أن يفتعل مشكلا للمغرب. لكنّ السّحر انقلب على السّاحر، وصار طردُ “البوليخاريو” من الأراضي التي “يحتلونها” منذ نصف قرن في الجزائر (بافتراض أنّ أراضي تندوف وبشار وأدرار وكل مناطق الصّحراء الشّرقية جزائرية أصلا) مُستحيلاً وصار “مشكلا” لنظام الكابرانات المثير للشّفقة، والذي تتوالى عليهم النكسات، آخرها الرّفض “المُهين” لطلبه الانضمام إلى مجموعة “بريكس” الاقتصادية، في سيناريو أضحك عليكم العالَم أجمع، في الوقت الذي يواصل “الرّئيس” الصّوري عبالمْجيد “خايْب السّمية” تهريجه عن العْدس واللوبية والكرافْس..
هل فهمتَ الآن (يا لُوبْية) لماذا انتهيتَ هذه النهاية الطبيعية والمنطقية؟.. أنت لم تنسحب يا “بُوسبير”، أنت “طُردتَ” من منصّات التواصل، لأنّ العالم بات بالفعل قرية صغيرة وصار فيه “إخفاء” الشّمس بالغربال مُستحيلاً.. كما أنك مؤخّراً تجرّأتَ أيضاً في الخوض -بغير علم ولا “باكاج” معرفي- في أمور أخرى “أكبر” منك ومن نظامك حتى، الذي يبدو أنه وصلته “تعليمات” بأن يُنهيَ مهامّك القذرة على منصّات صارت تعجّ بالجهلة والتافهين و… المُخنّثين الذين يرون أنفسهم أمام شاشات الوهم الافتراضية “جنرالات”!