ع. الرزاق بوتمزار
أصيب “الرّئيس” الصّوري الجزائري عبد المجيد تبّون، وفق ما أفادت به مصادر جزائرية، بانهيار عصبي ودخل في أزمة نفسية حادّة إثر فشله الذريع في جعل مجموعة “بريكس” الاقتصادية تقبل بانضمام بلاده إليها، كآخر “قشّة” كان يُمنّي نفسه بالتشبّث بها للنجاة من “الغرق” في لجّة وعوده الكاذبة التي تَعهَّد بتحقيقها في ولايته الرّئاسية الأولى، التي يبدو أنه لن تكون لها ثانية..
وبحسب الصّحافي والناشط السّياسي المعارض هشام عبّود، فقد “عزل” تبّون نفسه بعيداً عن كلّ الذباب الإعلامي الذي اعتاد إحاطة نفسه به لـ”يُهرّج” أمامهم بالخوض أمور هي أبعدُ ما يكون عن انشغالات أصغر سياسي في العالم، فما بالك بـ”رئيس دولة” لا يخوض، في كلّ خرجاته البهلوانية المثيرة للشّفقة إلا في أمور “العدْس واللّوبية” و… “البركوكس”، بعدما “طار” وهمُ البريكس..
وقال عبّود، في بثّ مباشر و”استثنائي” بثّه مؤخّراً عبر قناته، إن مصادر موثوقة أكدت له أنّ “تبّون، وجرّاء إخفاقاته المتتالية في السّاحة الدولية، ومنها فشله -في بداية ولايته- في القيام بوساطة بين روسيا وأوكرانيا، والتي لم يخطُ فيها ولو خطوة واحدة، بل “بهدل روحه” بكلام فارغ؛ وكذا إخفاقه في “القمّة” العربية، إذ لم يسمح له الرّؤساء والزّعماء العرب بإرجاع سوريا إلى حظيرة الجامعة خلال “قمّة” الجزائر، التي لم يحضرها أيّ رئيس أو زعيم من دول الخليج… ثمّ بعد ذلك استبعاده من قمّة جدّة، التي “أمروه” بألا يحضرها لأنه غير مرغوب فيه؛ ثمّ “مهزلة” البريكس، التي جعلها “قصّة بطولية”، وفي النهاية فشل فيها فشلا ذريعاً”…
وتابع المعارض الجزائري أنّ “صدمة البريكس أثرت بشدّة في “نفسية” تبّون، وهذا أمر طبيعي وعادي، لأنّ الإنسان لا يستطيع أن يتحمّل فوق طاقته في نهاية المطاف.. وهكذا أصيب “الرّئيس” بانهيار عصبي وبصدمة نفسية حادّة خلال وجوده في وهران (وتحديداً في بلدية “بوسفر”) حيث كان يقضي عطلته الصّيفية، قبل أن يُفاجَأ بخبر رفض طلب بلاده الانضمام إلى مجموعة بريكس”…
وأضاف المتحدّث ذاته أن “أطبّاء تبّون شخّصوا حالته النفسية المُتأزّمة وألزموه بقضاء فترة “راحة”، ولهذا لم يعد يظهر له أثر منذ 19 غشت الجاري، وهو الذي يتقاضى 180 مليوناً شهريا، إضافة إلى 20 ألف أورو كلّ شهر، دون أن يقوم بأي عمل”، ما جعل الشّارع الجزائري يتساءل “أين هو الرّئيس الآن؟ وماذا يفعل؟.. قبل أن يتبيّن أن “المسكين” أصيب بأزمة نفسية ما زالت تأثيراتها قائمة، وربّما تتفاقم، وتدفعه إلى مواصلة الغياب عن المشهد السّياسي رغم عودته إلى قصر المرادية منذ الأحد الماضي”..
وختم عبّود بالتذكير بأنه “ليس من السّهل تسييرُ دولة، خاصة إذا كانت في حجم الجزائر، التي تحظى بكلّ الخيرات، لكنّ الماسكين بزمام الأمور فيها “مْفقّرينْها” بتسييرهم”. وشدّد عبّود على أنه “رغم أن تبّون خرّيج المدرسة الوطنية للإدارة، فإن البلاد لم تعرف رئيساً بمستوى “مُنحطّ” مثل تبّون، الذي يتحكّم فيه جنرالات أمّيون، مثل بن علي والسّعيد شنقريحة، الذي لم “يُحيّن” معلوماته العسكرية منذ عقد السّبعينيات، والذي يُعدّ “أسوأ” ضبّاط الجيش الجزائري.. وخير دليل على ذلك أنه ظلّ طيلة 18 سنة برتبة “جنرال ماجور” و14 سنة في الصّحراء، وهو ما يُعدّ “عقوبة”، رغم أنه قضاها هناك بين “الحشيش” وما إليه، لكنّ ذلك يبقى عقوبة.. ورغم ذلك لم يستطع تبّون “التخلص منه”، في إطار مزاعمه بـ”تنظيف” المُؤسّسة العسكرية.
نتمنى الشّفاء العاجل للرّئيس “الهُوكّاوي” تبّون وننصحه بأمر واحد سيضمن له -ولغيره من مرضى النظام العسكري المفلس- سلامته العقلية والنفسية معاً: ابتعد عن “المْرّوك” واشغل نفسَك في المقابل بالجزائر، بالجزائريّ المسكين، المحتاج إلى مَن يهتمّ بمشاكله الاقتصادية والاجتماعية، وليس إلى مَن يختلقون له “عدواً” وهمياً خارجياً لـ”تضبيعه” وتصريف الأزمة الدّاخلية، من خلال إبعاد المواطن الجزائري عن المشاكل الحقيقية لبلد يحكمه شخص… “مُختلّ عقلياً” حتّى إشعارٍ آخر!..