النقيب عبد اللطيف أوعمو : الزلزال كشف عن مغرب محظوظ ومغرب مهمش ومنسي … !

مراسلة : الحسين بالهدان 

كشف النقيب السابق وعضو مجلس جهة سوس ماسة عبد اللطيف اوعمو أثناء مداخلته في الدورة الاستثنائية للمجلس على أن الزلزال الذي عرفته بلادنا ليلة الجمعة 8 شتنبر 2023، والذي شمل مناطق بعدد من جهات المملكة، وبالخصوص بجهة مراكش تانسيفت الحوز وبجهة بني ملال وبجهة سوس ماسة، خلف خسائر بشرية ومادية كبيرة ، وعرت بشكل مفزع ومهول عن حقائق مجالية وبشرية صادمة، وأبانت عن هول الهوة التي تفصل مغربين: مغرب محظوظ ومغرب مهمش ومنسي … !

يقول ” واكتشفنا جهويا، واكتشف معنا العالم كله، بأن جهة سوس ماسة التي نعيش فيها لا يمكن اختزالها فقط في كورنيش أكادير، وليست فقط كليشيهات لشوارع كبرى مضاءة ليل نهار، وملاعب كرة القدم والكولف المعشوشبة، رغم أهميتها، … بل هناك مرتفعات جبلية وعرة وجزء كبير منسي ومهمش، جاء الزلزال، فاكتشفنا أسماء مناطق مثل: تيزي نتاست، أولوز، تاملوكت، تالكجونت، تافنكولت تيكوكة، تسراس، سيدي عبد الله وسعيد، أوزويوة، … وغيرها، وهي تجمعات سكانية توجد خارج مسار قطار التنمية، فأدركنا أن خلف الجدران الطينية المنهارة كان يعيش الكثير من البسطاء، أدركنا ذلك متأخرين جدا.

فأدركنا متأخرين كذلك، بأن اِسْتِـفَادَةُ مناطق جبال الأطلس (الكبير، والمتوسّط، والصّغير)، وجبال “الريف”، مِن مَجهودات «التـنمية الاقتصادية»، المَبْذُولة من طرف الدولة، بَـقِيَت هزيلة جدّا، أو شبه مُنْـعَدِمَة.

رغم أن قائد البلاد، جلالة الملك، نبه إلى ذلك منذ مدة، فأقدم على إنزال إجراءات ذات طابع زجري، تحمل كثيرا من الرموز، عندما تدخل لإنصاف ساكنة الريف، وما تبع إنجاز مشروع “الحسيمة منارة المتوسط” من بطء. فأدرك مرة أخرى أن دار لقمان بقيت على حالها، في بقية المناطق الجبلية. مما جعله يبادر بقوة، إلى اتخاذ قرارات جريئة، دفاعا عن كرامة المغرب وسمعته ونخوته.

نحن اليوم نكتشف جماعات من أفقر الجماعات، ومن ضمنها جماعات معزولة، بدون طرق معبدة، والزلزال ساهم في تعقيد الأمور بشكل كبير.

لقد اكتشفنا بحرقة وألم شديدين الامتداد الجبلي والتركيبة السكانية والمجالية والتضاريس الصعبة لجهتنا:

فــبإقليم تارودانت على سبيل المثال توجد 89 جماعة ترابية، وضمنها 83 جماعة قروية.

كما اكتشفنا التركيبة الجبلية للمراكز الرئيسية : فمثلا مركز تافنكولت، يحيط به ما يقارب 70 دوارا ، وهي دواوير فوق الجبال ، كما يحيط بمركز إيكيدي حوالي 120 دوارا، وكل دوار تسكنه قرابة 20 إلى 50 أسرة.

هذا الامتداد الجغرافي الكبير في جبال الاطلس الكبير بين اقليمي الحوز وتارودانت هو امتداد كبير، زاد من صعوبة الوضع وعقد من عمليات التدخل. والمنطقة جبلية وعرة والمجال القروي يتميز بصعوبة المسالك وبالمساحة المتضررة الشاسعة، التي ضربها الزلزال (فهي توازي مساحة بلجيكا وهولندا مجتمعتين).

وكلما اقتربنا من تيزي نتاست، تلكجونت، تونفيت … إلا وارتفعت حدة الخسائر والأضرار البشرية والمادية.

لقد تغيرت المعالم المعمارية والتاريخية والمادية للمنطقة، كما تأثرت الذاكرة الجماعية، وفقدنا جزءا من ذاكرتنا ومن تراثنا.

فوجدت آلاف العائلات نفسها في العراء، وفي أقسى ظروف الحياة، بعضها افترش الأرصفة، والآخر حصل على خيم مؤقتة، إثر الزلزال المدمّر الذي دمر الحوز، وما حوله. وتحوّل أغلب سكان القرى والدواوير المتضررة، إلى لاجئين في مخيمات في الساحات المجاورة والقريبة من منازلهم المدمّرة.




شاهد أيضا