مدونة الاسرة بين التعديل والتسريب

في ذكرى عيد العرش حدد الملك محمد السادس الخطوط العريضة للتعديلات المرتقبة على مدونة الأسرة المغربية بعد ما يقارب العقدين من صدورها و ذلك في إطار الفصل 19 من الدستور المغربي الذي كرس المساواة بين الرجل والمرأة ، وذلك من أجل تجاوز بعض الاختلالات و التأويلات الخاطئة للمدونة و أكد جلالته على اعتماد منهجية تعددية و تشاورية دون الخروج عن مقاصد الشريعة الإسلامية و فق خصوصيات المجتمع المغربي مع اعتماد الاعتدال و الاجتهاد المنفتح و التشاور و الحوار و دون إقصاء لجميع الفعاليات و المؤسسات المعنية.

و اجتمعت اللجنة المكلفة بتعديل و مراجعة المدونة و التي تضم وزير العدل و الرئيس المنتدب للسلطة القضائية و رئيس النيابة العامة لدراسة ما هو قانوني و شرعي و حقوقي، بشكل يحقق ملائمة المضامين مع التطورات المجتمعية و التقدم الذي يعرفه المغرب على مختلف الأصعدة. ستتطرق اللجنة الى مجموعة من النقط أهمها:

-توطيد المساواة بين الرجل و المرأة و حذف كل النصوص التمييزية.

-زواج القاصرات و وضع حد للتأويلات الخاطئة بنصوص قانونية لا خلاف عليها.

– زواج الفاتحة ، تبوث الزوجية، الزواج المختلط، الحضانة الشرعية للأبناء ،النفقة، المتعة ،التعويض عن السكن….

وفي الوقت الذي تجتمع فيه اللجنة لدراسة و تعديل المدونة، تناسلت التسريبات من هنا و هناك تقول بأن:

-المرأة إذا حصلت على الولاية الكاملة تستطيع استخراج وثائق السفر دون إذن مسبق من الزوج.

-في حالة الطلاق فالزوج ملزم بدفع %20 من دخله يقتطع من المصدر.

-في حالة الطلاق يمكن للمرأة والأطفال أن يأخذوا بيت الزوجية إذا كانت الأم هي الحاضنة.

– النفقة لا تسقط على الزوج حتى لو تزوجت المرأة بعد الطلاق.

كلها تسريبات لا أساس لها من الصحة، فالمؤسسة الملكية نزلت بكل ثقلها في الموضوع بل و أكثر من ذلك فجلالة الملك صرح بانه “لامجال للاستغلال السياسي من أي تيار للبرنامج الذي سيكون في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية و خصوصيات المجتمع المغربي ”  كما يقول أنه “لن يحرم ما أحل الله و لن يحل ما حرم الله”. كلها ضمانات من أعلى سلطة سياسية في البلاد لإخراج نص يساير التطورات المجتمعية للمملكة ويتوافق والاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي وقع عليها المغرب.

بقلم حميد خيري

 

 




شاهد أيضا