انقطاع الإنترنت حول العالم في 11 أكتوبر.. حقيقة أم كذب ؟

تزامناً مع انتشار تحذير لوكالة “ناسا” من عاصفة شمسية محتملة ستضرب كوكب الأرض، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي هذه الأيام بشكل واسع أنباء تفيد بانقطاع الإنترنت عن العالم بعد أسبوع من الآن، ما أثار قلق وذعر المستخدمين من حدوث ذلك.

لكن الوكالة الأميركية لأبحاث الفضاء، أكدت في بيان رسمي سابق، أن كل ما يتم تداوله عن انقطاع الإنترنت حول العالم، مجرد شائعات ليس لها أساس من الصحة.

وطالبت “ناسا” بعدم تصديق هذه الشائعات والاعتماد على مصادر موثوقة للحصول على المعلومات، مضيفة أنه لا توجد أي تهديدات أو أدلة تشير إلى أن الإنترنت سيتعطل، وبالتالي يمكن للأفراد والشركات الابتعاد عن القلق والخوف من هذا الأمر.

وقدمت سانجيثا جيوتي، من جامعة كاليفورنيا، في مؤتمر اتصالات البيانات “سيجكومن 2021″، بحثا بعنوان “العواصف الشمسية الخارقة: التخطيط لنهاية الإنترنت في العالم”، وهو فحص للضرر الذي يمكن أن تسببه سحابة سريعة الحركة من الجسيمات الشمسية الممغنطة على شبكة الإنترنت العالمية.

ووجد بحث جيوتي أن البنية التحتية لشبكة الإنترنت المحلية والإقليمية ستكون معرضة لخطر منخفض حتى في حالة حدوث عاصفة شمسية ضخمة، لأن الألياف الضوئية نفسها لا تتأثر بالتيارات المستحثة جغرافيًا.

كما نفت مؤسسة الإنترنت للأسماء والأرقام المُخصصة، وغير الربحية، المعنية بضمان شبكة إنترنت عالمية مستقلة وآمنة وواحدة، والمعروفة بـ”ICANN”: إن ما يتم تداوله من إشاعات حالياً عن انقطاع خدمات الإنترنت حول العالم غير صحيح.

وحسب تصريح لمهدي العامري، الأستاذ الباحث بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، “تروج بين الفينة والأخرى في كوكبنا الأرضي نظريات المؤامرة التي تتغذى على الفكر الخرافي والأساطير وتغييب العقل وإقصاء الحس النقدي؛ ومن ضمن هذه النظريات التي راجت في الأعوام الأخيرة: نظرية الأرض المسطحة، نظرية المليار الذهبي، ونظرية الإنترنت الميت”.

وأضاف العامري : “نظرية الإنترنت الميت مفادها أن الإنترنت الحالي تغذي محتواه الروبوتات فقط، وأنه في بحر الأعوام القادمة سيختفي هذا الاختراع التقني”.

وانقطاع الإنترنت على مستوى العالم، هو مجرد شائعة أثيرت عدة مرات قبل سنوات وعادت اليوم إلى الواجهة بسبب الحديث عن العواصف الشمسية، وفقا لمجلة “livescience” العلمية.

كما ذكرت المجلة العلمية أنه غير معروف حتى الآن مدى تأثير هذه العواصف الشمسية الشديدة على التكنولوجيا الحديثة، في ظل أن آخر عاصفة حدثت بهذه الشدة كانت منذ زمن بعيد جدًا قبل أن تصل التكنولوجيا لما هي عليه اليوم.

يشار إلى أن العواصف الشمسية الشديدة بأنها انفجار ضخم من الرياح الشمسية وغيرها من بلازما النظائر الخفيفة، والمجالات المغناطيسية التي ترتفع فوق الهالة الشمسية، ويمكن أن تسبب أضرارا للشبكات الكهربائية، ما يؤدي إلى انقطاع التيار الكهربائي لفترة طويلة.