زراعة الزعفران .. “الذهب الأحمر” يُثري بولمان
بفضل الجهود المستمرة والدعم الوطني، أصبحت منطقة سرغينة في إقليم بولمان الواقع بالمغرب، واحدة من المناطق الصاعدة في زراعة الزعفران، المعروف دوليا بـ”الذهب الأحمر”. تميزت تلوين في جهة سوس ماسة وإكنيون في إقليم تنغير بزراعة الزعفران لعقود، ولكن الآن تظهر سرغينة كلاعب رئيسي جديد في هذا المجال، بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ورعاية وزارة الفلاحة.
أظهرت معلومات أن دراسات استكشافية بدأت في منطقتي سرغينة وألميس منذ عام 2010، بالتعاون مع المعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة. هدفت هذه الدراسات إلى تحديد مدى صلاحية التربة والمناخ لزراعة الزعفران، وكانت أول تجربة عملية في سبتمبر 2011.
وفي إطار استراتيجية المغرب الأخضر السابقة والجيل الأخضر الحالية، بدأت زراعة الزعفران في سرغينة في عام 2019، وشهدت هذه السلسلة الفلاحية تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، بفضل جهود مخطط الجيل الأخضر لوزارة الفلاحة واهتمام المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في عمالة إقليم بولمان.
تقدر المساحة الإجمالية لسلسلة الزعفران في إقليم بولمان بنحو 35 هكتارًا، منها 15 هكتارًا مخصصة للتعاونيات النسوية. يهدف ذلك إلى دمج النساء القرويات في النسيج الاقتصادي وتحسين دخلهن لتلبية احتياجاتهن وتحقيق الاستقلالية المالية.
وتشير البيانات الرسمية إلى أن الإنتاجية تتراوح بين 2 و5 كيلوغرامات في الهكتار، حسب انتظام السقي. يتجه العديد من الفلاحين نحو الأسواق التضامنية لبيع منتجاتهم، سواء كانت متعلقة بالزعفران أو باقي سلاسل الإنتاج.
يتميز قطاع الزعفران بدور فاعل للنساء القرويات. أكدت متحدثة من المنطقة أن زراعة الزعفران قد ساهمت في توفير فرص العمل للنساء القرويات، وأشارت إلى الدور الكبير الذي تلعبه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة الفلاحة في دعم هذه السلسلة الفلاحية الهامة.
يظهر بوضوح أن النساء القرويات في إقليم بولمان يحظين برعاية خاصة، وأنهن يسهمن بشكل كبير في سلسلة الزعفران، مما يقلل من نسبة الفقر ويعزز دورهن في سوق العمل. يشير فاعل جمعوي إلى أن المنطقة أصبحت منافسة لمناطق أخرى في زراعة الزعفران وفي باقي سلاسل الإنتاج الفلاحي.
يتابع رئيس قسم العمل الاجتماعي في عمالة إقليم بولمان بأن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قد أعطت أهمية كبيرة لسلسلة الزعفران وغيرها من سلاسل الإنتاج الفلاحي. يتم تقديم دعم مالي هام لتعاونية زعفران ألميس، مما يعكس التزام المبادرة بخلق قيمة مضافة على المستوى المحلي وضمان استدامة مشاريع الزعفران.
