اوسار احمد – المغرب
بدأت الشركة الوطنية المغربية لدراسات مضيق جبل طارق بالتعاون مع وزارة النقل الإسبانية دراسة مشروع النفق الذي سيُربط بين المغرب وإسبانيا تحت الماء، وفقًا لما أعلنته مصادر رسمية الأسبوع الماضي.
يأتي هذا المشروع بعد عقود من الانتظار والتخطيط، حيث كانت الفكرة قد اقترحت لأول مرة في عام 1979 من قبل الحكومة الإسبانية، وتم تجديدها وتحديثها عدة مرات منذ ذلك الحين.
ومن المتوقع أن يساهم هذا المشروع الضخم في تقليل زمن السفر بين البلدين بشكل كبير، حيث يبلغ طول النفق المقرر 27.6 كيلومترًا، وسيمتد تحت الماء لربط مدينة بونتا بالوما الإسبانية بمالاباتا في شمال المغرب.
ووفقًا للتقديرات، سيقلل النفق الزمن المستغرق في السفر بين البلدين إلى حوالي 6 ساعات، مقارنة بالرحلات الجوية التي تستغرق ساعتين، والتي تمتد لنحو 12 ساعة بالسيارة بما في ذلك استخدام العبارة.
من المتوقع أن يتم انجاز هذا المشروع الضخم قبل بطولة كأس العالم لكرة القدم 2030، التي ستضيفها المغرب وإسبانيا والبرتغال.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة الإسبانية قد خصصت 2.3 مليون يورو لتمويل مشروع النفق بشكل مبدئي، مما يظهر التزامها بتقديم الدعم اللازم لإنجاز هذا المشروع الاستثنائي الذي سيعزز الروابط بين البلدين ويعزز التبادل التجاري والسياحي بينهما.
تعتبر هذه الخطوة خطوة هامة نحو تعزيز التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين المغرب وإسبانيا، حيث سيمكن المشروع الجديد السكان والسياح والتجار من التنقل بين البلدين بشكل أسرع وأسهل، مما سيعزز التبادل الثقافي والتجاري ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون الثنائي.
يعتبر النفق أيضًا استثمارًا استراتيجيًا للمستقبل، حيث سيوفر وسيلة نقل فعالة وموثوقة بين البلدين، مما يعزز الاستثمارات ويشجع على تطوير المشاريع الاقتصادية المشتركة ويعزز التواصل الثقافي والاجتماعي بين المجتمعات الإسبانية والمغربية.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يحقق المشروع الجديد فوائد بيئية كبيرة، حيث سيقلل من حركة المرور الجوي والبري بين البلدين، مما يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ويساهم في حماية البيئة والتنمية المستدامة.
بهذه الخطوات الإيجابية والتزام الحكومتين المغربية والإسبانية، يظهر المشروع الجديد أن التعاون الثنائي بين البلدين في مجالات متعددة يتقدم بخطى ثابتة نحو تحقيق الازدهار والتقدم للشعبين والمنطقة بأسرها.

