رحيل كبادي: فارس القلوب الذي لن يُنسى

اوسار أحمد _ القنيطرة

 

بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وبحزن عميق، تلقينا ظهر اليوم الجمعة 21 يونيو 2024، نبأ وفاة، السيد “محمد كبادي”، مدرب رياضة ركوب الخيل والفروسية بنادي الفروسية بالقنيطرة.
كان هذا الرجل الطيب الأصيل قدوة ومثالاً يحتذى به في المجتمع، محظياً باحترام ومحبة الجميع دون استثناء، لقد كانت شخصيته المتزنة وهيبته القوية تفرض الاحترام والتقدير على كل من تعرف عليه أو جالسه.

رغم رحيل المدرب الرياضي “محمد كبادي”، إلا أن أعماله وإنجازاته لن تُنسى أبداً، لقد كانت هذه الأعمال شاهدة على جدارته وإخلاصه في تعليم وتدريب الأطفال والشباب والنساء والرجال فنون ركوب الخيل وممارسة رياضة الفروسية بشكل احترافي ورياضي.
نعم، لقد رحل عنا روحاً وجسداً، ولكنه لم يمت ذكراً جميلاً وأثراً جليلاً في قلوبنا وعقولنا.

لقد حظيت بفرصة التعرف على المرحوم أيام كان على قيد الحياة، عندما كنت أذهب إلى نادي الفروسية لتناول فنجان قهوة والعمل على إعداد برنامج إعلامي، وكان أول ما أثار فضولي ودفعني للتعرف عليه هو أسلوبه الجاد والحازم في تدريب الأطفال، ولكنته الفرنسية الغريبة.

محمد لم يكن مجرد مدرب فروسية، بل كان روح النادي ومرشده الروحي، كان لديه دائماً قصة يرويها أو طرفة يشاركها، مما يضفي جواً من البهجة والمرح بين الجميع، أتذكر إحدى الطرائف التي حدثت أثناء تدريب الفرس، حيث كان أحد الخيول الجديدة شديد الحماسة ويتصرف باندفاع، قرر محمد أن يستخدم أسلوبه الخاص في تهدئة الحصان، فبدأ بالغناء بصوت عالٍ وجذاب، مما أثار ضحك الجميع، بل حتى الحصان بدا وكأنه يستمتع بالموقف وهدأ بالفعل.

في مرة أخرى، بينما كان يدرب مجموعة من الأطفال، كان محمد يعلمهم كيفية الحفاظ على توازنهم أثناء الركوب، قام بوضع قشرة موز على السرج وقال مازحاً: “إذا لم تقعوا، سأعطيكم جوائز حقيقية!” وبالفعل، جعلهم يتدربون بجدية ولكن بروح من المرح والمتعة، تلك اللحظات الصغيرة والمليئة بالضحك هي التي جعلت التدريبات مع محمد لا تُنسى.

لقد كان محزناً ومؤلماً لي وللكثيرين أن نرى هذا الرجل العظيم يرحل دون أن يحظى بالتكريم اللائق خلال حياته، كان يستحق أن يُحتفى به ويُكرم على إنجازاته العظيمة وعلى التأثير الإيجابي الذي تركه في نفوس من علمهم وأحبوه، لكننا نعاهد روحه الطيبة أننا سنظل نحمل ذكراه العطرة ونخلد أعماله الجليلة.

رحم الله السيد المحترم “محمد كبادي” وأسكنه فسيح جناته، لن ننسى أعمالك الجليلة وذكراك العطرة، وستظل حاضراً في قلوبنا وعقولنا إلى الأبد، سنظل نستذكر حكاياتك وطرائفك ونعلمها للأجيال القادمة، لتبقى روحك مرشداً لكل عشاق الفرس .




شاهد أيضا