إشادة ابن كيران بإيران تثير عاصفة من الجدل: تحذيرات من عواقب دبلوماسية خطيرة

اوسار أحمد _ k36

 

أثارت تصريحات عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة المغربية السابق، عاصفة من الجدل في الأوساط السياسية والشعبية المغربية. 

حيث أشاد ابن كيران بدور إيران في دعم المقاومة في الشرق الأوسط واعتبرها ـ”محور للمقاومة”، في وقت تشهد فيه العلاقات بين المغرب وايران توتراً ملحوظاً.

وتأتي هذه التصريحات في ظل أزمة دبلوماسية متصاعدة بين البلدين، بسبب دعم إيران المتواصل لحركة البوليساريو الارهابية، التي تهدد أمن المغرب كما انها متورطة في تنفيذ مجموعة من العمليات الارهابية.

وقد أثارت كلمات ابن كيران تساؤلات حول مدى مسؤولية مثل هذه التصريحات في ظل الظروف الراهنة، فمن جهة، يرى مراقبون أن هذه التصريحات قد تفتح الباب أمام استغلالها من قبل أطراف معادية للمغرب، مما قد يزيد من تعقيد الجهود الدبلوماسية الحالية.

ومن جهة أخرى، يخشى محللون من أن تؤدي هذه التصريحات إلى تعميق الانقسامات السياسية والاجتماعية داخل المغرب.

في هذا السياق، صرح الدكتور خالد إدريس، أستاذ جامعي، لجريدة k36.ma قائلاً: “لقد تابعت بتمعن الخرجة الأخيرة لبنكيران، وتفاجئت من أقواله التي مجد من خلالها أعداء الوحدة الترابية”. وأضاف: “في رأيي لم يحسن اختيار الوقت المناسب للإدلاء بدلوه، كما أن مضمون تصريحاته كان مجانبا للصواب”.

 

وانتقد الدكتور إدريس بشدة موقف ابن كيران قائلاً: “لم أفهم أيضا على أي أساس يرى بنكيران أن إيران هي محور المقاومة دون تقديم معطيات توضيحية أو تقارير تؤكد ما جاء به، ومتجاهلا في نفس الوقت دور حماس والغزاويين في الدفاع عن أرضهم”.

 

كما أشار إدريس إلى التناقض في تصريحات ابن كيران: “نجده يكيل بمكيالين متناسيا إخواننا المغاربة على الحدود الذين ماتوا بالأسلحة والعتاد الإيراني الذي تزود به البوليساريو”.

 

وحذر الأستاذ الجامعي من خطورة مثل هذه التصريحات على الصعيدين الداخلي والخارجي، مؤكداً أن “من يستمع دون أن يعرف المصدر لن يصدق للوهلة الأولى أنها صادرة عن رئيس حكومة سابق وسياسي ‘محنڭ”.

 

وفي ختام تصريحه، شدد الدكتور إدريس على ضرورة التروي قبل الإدلاء بتصريحات سياسية حساسة، مستشهداً بحكمة فرنسية تقول: “عليك أن تحرك لسانك عشر مرات في فمك قبل أن تنطق، خصوصا عندما يتعلق الأمر بسياسي بارز يتصيد أعداء الوطن زلاته وخرجاته غير المحسوبة لاستخدامها ضد بلاده”.

الإشادة بدور إيران في دعم المقاومة يطرح مجموعة من التساؤلات حول التوقيت والهدف وسياقات وأبعاد مثل هذه التصريحات، خاصة عندما تكون صادرة من شخصية سياسية بارزة.

 ينبغي على ابن كيران أن يبتعد عن الشعبوية ويتحلى بالحذر والمسؤولية في تصريحاته لتفادي مثل هذه السقطات التي تخدم أجندات أعداء المملكة المغربية .




شاهد أيضا