في خطاب مثير للجدل، وجه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان انتقادات حادة للغرب، متخذًا من حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس منصة لهجومه. وصف أوربان، المعروف بمواقفه المحافظة المتشددة، الحفل بأنه “تجسيد للخواء” الأخلاقي في المجتمعات الغربية.
أثار الحفل، الذي أقيم على ضفاف نهر السين، جدلاً واسعًا بسبب عروضه التي هدفت إلى إبراز التنوع في فرنسا. انتقد أوربان بشدة ما اعتبره تخليًا تدريجيًا عن القيم التقليدية، مشيرًا إلى مشاهد معينة في الحفل، بما في ذلك مشاركة متحولين جنسيًا ومشهد فسره البعض كمحاكاة ساخرة للعشاء الأخير للمسيح.
لم يكن أوربان وحيدًا في انتقاداته، حيث ارتفعت أصوات من اليمين المتطرف في فرنسا معبرة عن استيائها، كما استنكر الأساقفة ما وصفوه بـ “مشاهد سخرية واستهزاء بالمسيحية”.
في خطابه السنوي بجامعة في ترانسيلفانيا الرومانية، وسع أوربان نطاق انتقاداته ليشمل السياسة الخارجية الغربية. ادعى أن القيم الغربية أصبحت مرفوضة بشكل متزايد عالميًا، مشيرًا إلى دول مثل الصين والهند وتركيا والدول العربية.
أثار أوربان الجدل أيضًا بتعليقاته حول الحرب في أوكرانيا، منتقدًا دعم أوروبا لكييف واصفًا إياه بالتخلي عن مصالحها الذاتية. كما أدلى بتصريحات مثيرة للجدل حول حادثة تخريب خطوط أنابيب “نورد ستريم”، متهمًا الولايات المتحدة بالتورط، رغم نفي جميع الأطراف المعنية لهذه الادعاءات.
يأتي هذا الخطاب في سياق سياسة أوربان “غير الليبرالية” التي يتبعها في المجر منذ 14 عامًا، مما يعمق الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي ويثير تساؤلات حول مستقبل القيم الغربية في عالم متغير.