تصميم التهيئة الجديد يشعل جدلاً واسعاً في القنيطرة: هفوات تهدد مستقبل المدينة

في ظل انطلاق المشاورات حول مشروع تصميم التهيئة الجديد لمدينة القنيطرة، تصاعدت أصوات الغضب والاستياء بين ساكنة المدينة، التي رأت في المشروع مجموعة من “الهفوات” الجسيمة التي تهدد مستقبل المدينة.

من أبرز الانتقادات التي واجهت التصميم الجديد هو تجاهله لأحد أهم المشاكل التي تعاني منها المدينة، وهي أزمة السير والجولان. ومع أن القنيطرة تحولت إلى مدينة مليونية، إلا أن المشروع لم يتضمن حلولاً فعّالة لمواجهة هذه الأزمة، كإدراج ممرات تحت أرضية أو أنفاق تسهم في تخفيف الضغط المروري.

كما عبرت العديد من الفعاليات المحلية عن قلقها من أن المشروع لا يواكب الزيادة السكانية الكبيرة التي تشهدها المدينة ولا يضع تصوراً واضحاً لتطوير العمران أو الحفاظ على المساحات الخضراء الضرورية لضمان جودة الحياة. واستغربت هذه الفعاليات توقيت فتح باب المشاورات في ذروة العطلة الصيفية، معتبرةً ذلك محاولة لاستغلال الفرصة من قبل لوبيات العقار.

في المقابل، أثار التصميم الجديد ردود فعل قوية بين ورثة وأصحاب الأراضي، خصوصاً في منطقة الشليحات أولاد برجال، حيث نظموا وقفة احتجاجية للمطالبة بحماية أملاكهم من خطر نزع الملكية الذي قد يفرضه التصميم لفائدة المنفعة العامة.

ويعكس هذا الحراك الشعبي قلقاً متزايداً من سيطرة لوبيات العقار على مساحات كبيرة من الأراضي في المدينة، وذلك على حساب المرافق العامة والمناطق الخضراء التي تراجعت مساحاتها في التصميم الجديد.

وتشهد المدينة حالياً سلسلة من اللقاءات التواصلية بين الجماعة والمواطنين، لكن مع ذلك، يبقى القلق سائداً حول مستقبل المدينة في ظل غياب رؤية واضحة لمواجهة التحديات العمرانية والزيادة السكانية. ويخشى الكثيرون أن يكون التصميم الجديد مجرد فرصة لتحقيق مصالح ضيقة على حساب تطلعات سكان القنيطرة الذين كانوا يأملون في تحسين ظروفهم المعيشية من خلال مشروع تطويري شامل.




شاهد أيضا