في مشهد يعكس حالة من التخبط السياسي، يبدو أن مستشارًا جماعيًا بمدينة القنيطرة يعيش مأزقًا سياسيًا غير مسبوق. هذا المستشار، الذي بالكاد حظي بثقة أقل من 300 ناخب في الانتخابات الجماعية الماضية، يجد نفسه اليوم يتجول بين المقاهي محاولاً البحث عن موطئ قدم في ساحة سياسية متصارعة، حيث بات منبوذًا من كلا الفريقين المتنافسين على رئاسة جماعة القنيطرة.
منذ بداية ولايته، ظهر بجلاء أن هذا المستشار يفتقر إلى القوة السياسية أو التأثير الذي يمكّنه من حجز مكانة أو كسب دعم ضمن التحالفات السياسية المحلية. وعلى الرغم من محاولاته المتكررة للتقرب من الأطراف السياسية، إلا أن غياب الثقة في قدرته على إحداث فرق حقيقي جعله في موقف محرج ومعزول.
المفارقة الكبرى تكمن في أن المستشار الملقب ب”الهارب”، تحول إلى شخصية غير مرحب بها، سواء بين خصومه السياسيين أو حتى بين أعضاء الفريق الذي ينتمي إليه سابقاً. فبدلاً من أن يكون عنصرًا فاعلاً في المجلس الجماعي، وجد نفسه على الهامش، يتنقل بين المقاهي كملاذٍ أخير لمحاولة التمسك بأي خيط من الأمل يعيده لتركيبة المجلس الجديد.
هذا الوضع يثير تساؤلات عميقة حول كفاءة هذا النوع من المنتخبين، الذين يصلون إلى مناصب المسؤولية من دون قاعدة جماهيرية قوية أو قدرة حقيقية على التأثير في مجريات الأمور. كما يطرح تساؤلًا محوريًا حول مسؤولية الأحزاب السياسية التي تدفع بمثل هذه الشخصيات إلى المشهد، دون مراعاة لمدى قدرتها على تقديم إضافة حقيقية للمشهد السياسي المحلي.
ويبقى المتتبع للشأن المحلي بالقنيطرة يتسأل إلى متى سيظل هذا المستشار يجول بين المقاهي، باحثًا عن دور في المشهد السياسي رغم رفض جميع الأطراف السياسية وضعه ضمن حساباتها في التحالفات؟