كرة السلة القنيطرية: ماضي مشرق وحاضر يلفه الضباب

تُعد مدينة القنيطرة منبعًا لنجوم كرة السلة المغربية، إذ عرفت هذه المدينة دائمًا بتفريخ لاعبين كبار ومدربين ذوي كفاءة عالية ساهموا في رفع شأن اللعبة على الصعيد الوطني. فريق النادي الرياضي القنيطري لكرة السلة، كان له البصمة الكبيرة في هذا التألق، حيث قدّم أسماء لامعة مثل بنخدوج، حموش، زويتة، بنمهين، بنشليخة، وبودركة. هؤلاء الأسماء لم يكونوا فقط لاعبين متميزين، بل كانوا عنواناً للفخر والاعتزاز لجماهير الفريق وللرياضة الوطنية.

إلى جانب اللاعبين، فقد أنتج النادي أطرًا تدريبية ذات مستوى رفيع أمثال السنوني وبنخدوج، حيث قدما الكثير للعبة داخل القاعات المغربية، وساهما في تطوير جيل جديد من اللاعبين والمدربين. هذا الإرث الرياضي الكبير كان ولا يزال موضع تقدير في الأوساط الرياضية الوطنية.

لكن مع الأسف، لم يكن مسار النادي دائمًا مشرقًا كما في الماضي. اليوم، يعاني النادي الرياضي القنيطري من تراجع حاد، بفعل تعنت المكتب المسير الذي فشل في إدارة شؤون الفريق. سوء التخطيط وغياب الرؤية المستقبلية أديا إلى هبوط الفريق إلى القسم الثالث، وهو أدنى مستوى في سلم كرة السلة الوطنية.

هذا التراجع ليس مجرد نتيجة عرضية، بل هو انعكاس مباشر لسياسة إدارة ضعيفة لم تحترم تاريخ الفريق ولم تعمل على تطويره بالشكل المناسب. إن إعادة بناء الفريق وإعادته إلى مجده السابق يتطلب إصلاحات جذرية في الإدارة، والتفكير في استراتيجيات جديدة تعتمد على الاستفادة من الطاقات الشابة والبنية التحتية المتاحة، بالإضافة إلى دعم من الجهات المعنية.

النادي الرياضي القنيطري لكرة السلة بحاجة إلى نهضة حقيقية تنبع من إرادة جماعية تضع مصلحة الفريق فوق كل اعتبار، بعيداً عن الحسابات الشخصية والسياسية. إعادة الفريق إلى مكانته الطبيعية، مرهون بوجود مكتب مسير قادر على تحمل المسؤولية والتفاني في العمل من أجل كرة السلة القنيطرية.




شاهد أيضا