في حفل مرموق أقيم في قصر فيانا التاريخي بالعاصمة الإسبانية مدريد، كُرم أندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، بأحد أرفع الأوسمة المدنية في إسبانيا، وسام الصليب الأكبر لألفونسو العاشر الحكيم. هذا التكريم جاء تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في تعزيز التعايش والحوار بين الثقافات على المستوى الدولي، ودوره الفاعل في تعزيز العلاقات المغربية-الإسبانية على مدى العقود الماضية.
تكريم أزولاي من الحكومة الإسبانية
قدم وسام الصليب الأكبر إلى أزولاي وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الذي أشاد في كلمته بجهود أزولاي المستمرة لجعل المغرب نموذجًا عالميًا يحتذى به في التسامح والتعايش بين مختلف الثقافات والأديان. وأكد ألباريس أن هذا التكريم يعبر عن الاعتراف الإسباني الرسمي بمساهمات أزولاي في تعزيز الروابط الدبلوماسية والثقافية بين إسبانيا والمغرب.
وأشار وزير الخارجية إلى أن هذا التكريم يتجاوز العلاقات الدبلوماسية، ليصل إلى التاريخ العميق الذي يجمع بين الشعبين الإسباني والمغربي، ويؤكد على الروابط الثقافية العريقة التي تمتد عبر القرون، مشيرًا إلى أهمية مدرسة المترجمين في طليطلة التي لعبت دورًا رئيسيًا في نقل المعرفة والحضارة العربية الإسلامية إلى أوروبا خلال عهد الملك ألفونسو العاشر.
تعزيز التعايش الثقافي
خلال الحفل، أبرز ألباريس أهمية التعايش بين المسلمين والمسيحيين واليهود في البحر الأبيض المتوسط، والذي يعكس التزام البلدين المشترك بالحوار والسلام. وقال: “في ظل الأوضاع العالمية الراهنة، يمثل هذا التكريم تأكيدًا على التزامنا المشترك بدعم قيم التعايش والحوار”.
من جانبه، عبر أزولاي عن امتنانه الكبير للحكومة الإسبانية ووزير الخارجية على هذا التكريم، الذي وصفه بأنه “رمزي ومليء بالوعود لمستقبل مشترك بين المغرب وإسبانيا”. وأكد أزولاي أن المغرب، بقيادة الملك محمد السادس، أصبح نموذجًا رائدًا في تعزيز الاحترام المتبادل والقيم العالمية.
أزولاي وألفونسو العاشر: وحدة القيم
في حديثه عن أهمية الوسام الذي يحمل اسم الملك الإسباني ألفونسو العاشر الحكيم، أشاد أزولاي بالقيم التي مثلها هذا الملك، مشيرًا إلى أن الحرية والكرامة والعدالة التي دافع عنها ألفونسو تتجاوز الحدود وتجمع بين الشعوب.
وأضاف أزولاي أن المغرب أصبح اليوم، تحت قيادة الملك محمد السادس، نموذجًا للدولة التي تعزز التنوع وتدافع عن القيم الإنسانية، معتبرًا أن هذا التكريم يعكس أيضًا الالتزام المشترك بين المغرب وإسبانيا بتعزيز التعاون الثقافي والإنساني.
الروابط التاريخية بين المغرب وإسبانيا
يأتي هذا التكريم ليؤكد على الروابط العميقة بين البلدين، والتي تمتد ليس فقط على المستوى السياسي والدبلوماسي، بل أيضًا على المستوى الثقافي والتعليمي. فقد كانت العلاقات بين البلدين دائمًا متينة، تعتمد على الاحترام المتبادل والتعاون في مختلف المجالات.