دعوات إصلاح الإعلام الرياضي: لماذا تفضل الجمعيات الركود الأبدي على تغيير المشهد الإعلامي؟

اوسار احمد القنيطرة

تعيش الساحة الإعلامية الرياضية في المغرب حالة من الجدل حول دور جمعيات الصحافة الرياضية في تطوير المشهد الإعلامي، خاصة مع تزايد الدعوات لتنظيم هذا القطاع الذي يواجه تحديات كبيرة. وقد أطلقت الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين مشروع إصلاح الإعلام الرياضي، والذي يهدف إلى وضع إطار قانوني ومهني يضمن حقوق الصحفيين ويعزز معايير التغطية الإعلامية. لكن يبدو أن بعض الجمعيات مترددة أو حتى رافضة لهذه الدعوات، ما يثير التساؤلات حول أسباب هذا الخوف.

تُدار العديد من جمعيات الصحافة الرياضية من قبل نفس الأشخاص منذ سنوات طويلة، مما جعلها تبدو متحجرة وغير قادرة على تقديم إضافات حقيقية للمشهد الإعلامي. فهي تحتفظ بنفس الوجوه القيادية، دون فتح المجال أمام دماء جديدة وأفكار مبتكرة يمكن أن تُحدث تغييرًا في طريقة تغطية الأحداث الرياضية الوطنية والقارية والدولية.

من أبرز المشكلات التي تواجه هذه الجمعيات هيمنة بعض الشخصيات على مواقع القيادة، ما يؤدي إلى فقدان المرونة والرغبة في التغيير. بينما يشهد الإعلام الرياضي تحولات كبيرة عالميًا، لا تزال بعض الجمعيات عالقة في نماذج إعلامية قديمة وغير فعالة، مما يعوق تجديد المشهد الإعلامي الرياضي المغربي.

يُعتقد أن خوف بعض القيادات من دعوات الإصلاح مرتبط بمخاوف من فقدان نفوذهم ومصالحهم الشخصية. فتنظيم الإعلام الرياضي بشكل مهني وقانوني قد يؤدي إلى مساءلة هذه الجمعيات عن أدائها وسلوكها، مما يمثل تهديدًا للأشخاص الذين يستفيدون من وضع قائم يتسم بالفوضى.

بدلاً من أن تكون هذه الجمعيات منابر لتطوير الإعلام الرياضي والدفاع عن حقوق الصحفيين، يبدو أحيانًا أنها تمثل مصالح شخصية ضيقة، مما يؤدي إلى استبعاد أي محاولات للتجديد أو إتاحة الفرصة للصحفيين الشباب.

تحتاج الصحافة الرياضية في المغرب إلى تنظيم أكثر مهنية ودقة، حيث تتطلب التغطية الإعلامية للأحداث الرياضية معايير أخلاقية ومهنية عالية لضمان الحيادية والموضوعية. ومع ذلك، تبدو بعض الجمعيات وكأنها ترى في هذه الدعوات تهديدًا لوضعها القائم، بدلاً من فرصة للتطور.

إن الحاجة إلى إصلاح الإعلام الرياضي في المغرب أصبحت ضرورية أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع تزايد تأثير الإعلام على الجماهير. ومع ذلك، يواجه التغيير مقاومة شرسة من بعض الجمعيات التي تفضل الحفاظ على الوضع القائم. ما لم يتم فتح المجال لحوار جدي حول تنظيم هذا القطاع وإدخال معايير مهنية عالية، سيستمر الإعلام الرياضي في المغرب في مواجهة نفس المشكلات التي تعيق تطوره.

تُعتبر ضرورة التفاعل الإيجابي مع مشروع الجمعية الوطنية للإعلام والناشرين لإصلاح الإعلام الرياضي خطوة حاسمة نحو تعزيز المشهد الإعلامي بالمغرب. يتطلب هذا المشروع دعمًا من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الصحفيين، والمؤسسات الإعلامية، لتطبيق المعايير المهنية والأخلاقية التي تضمن جودة التغطية الإعلامية. هدا المشروع سيعزز أيضًا ثقة الجمهور في الإعلام الرياضي كوسيلة موثوقة لنقل الأخبار والتحليلات، يمكن لهذه الأطراف أن تساهم في إرساء أسس إعلام رياضي حديث وفعّال، قادر على مواجهة التحديات الراهنة واستيعاب التغيرات السريعة في العالم الرقمي.




شاهد أيضا