الوضع الكارثي لمنصة الصحافة بملعب القنيطرة: ضرورة تنظيم يواكب احترافية النادي

نزار محمد شاش

تشهد منصة الصحافة بالملعب البلدي بالقنيطرة حالة من الفوضى والتسيب، تثير استياء الصحافيين وتضع تساؤلات حول مدى جاهزية هذا الفضاء لتغطية احترافية لمباريات النادي الرياضي القنيطري (الكاك). ورغم التطور الذي شهده الفريق على مستوى الأداء والجماهير و المكتب المسير برئاسة الخبير حكيم دومو، إلا أن هذه الفوضى تعكس تناقضاً واضحاً مع طموحات النادي الذي يتطلع إلى تعزيز مكانته في المشهد الرياضي الوطني و العودة الى القسم الوطني الأول و الألقاب.

في أولى مباريات القسم الاحترافي الثاني، والتي شهدت فوز “الكاك” على أولمبيك خريبكة نتيجتا و أداءا، عانى الصحافيون من تواجد عدد كبير من الدخلاء في منصة الصحافة، بما في ذلك بعض الجماهير وأشخاص لا علاقة لهم بالتغطية الإعلامية. والأسوأ من ذلك، أن بعض الجماهير كانت ترقص فوق الطاولات المخصصة للصحافيين عند تسجيل الهدف دون أدنى احترام لحرمة المكان، مما زاد من حدة الفوضى وأثر سلباً على قدرة الصحافيين على أداء مهامهم. وإلى جانب هذا الوضع الفوضوي، لم يكن بإمكانك التمييز بين الصحافيين والجماهير نظراً لعدم توفر الصحافيين على بادجات رسمية تميزهم، مما زاد من حالة الفوضى والتداخل في المنصة.

هذه الظاهرة تتعارض تماماً مع الميثاق الإعلامي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، الذي يحدد شروط ولوج المنصات الصحفية لضمان عمل الصحافيين في بيئة مهنية مناسبة. إن استمرار هذه الفوضى يعيق قدرة الصحافيين على أداء مهامهم بشكل فعال، ويشكل انتقاصاً من قيمة العمل الإعلامي الذي يعتبر ركيزة أساسية في تطور أي نادٍ رياضي.

يتطلب الوضع تدخل الجهات المسؤولة عن تنظيم المباريات وتحديد أماكن مخصصة للصحافيين فقط، مع الالتزام بالمعايير المهنية، وتوفير البادجات الضرورية لضمان التمييز بينهم وبين الجمهور. كما يجب تعزيز الإجراءات الأمنية والتأكد من أن المنصة مخصصة فقط لأهل المهنة، منعاً لأي فوضى قد تؤثر سلباً على جودة التغطية الإعلامية.

ومن هذا المنطلق، يصبح من الضروري أن تتبنى إدارة النادي الرياضي القنيطري مقاربة جديدة تراعي احترافية الصحافة، وتوفير فضاءات ملائمة لهم تواكب تطور النادي. هذا الأمر لن يسهم فقط في تحسين صورة النادي، بل سيؤدي أيضاً إلى تطوير العمل الإعلامي الرياضي على المستوى المحلي والوطني.

إن الاحترافية التي يطمح إليها “الكاك” على مستوى الأداء الرياضي يجب أن ترافقها احترافية موازية على مستوى التنظيم والإعلام، بما يخدم مصلحة الجميع ويدعم رؤية النادي المستقبلية.