أثار القرار الوزاري المشترك بشأن شروط الاستفادة من الدعم العمومي للمقاولات الصحفية في المغرب موجة من الجدل، خاصة بين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي اعتبرت هذه الشروط “تعجيزية” وتهدد استمراريتها. يأتي هذا الجدل في وقت تواجه فيه هذه المقاولات تحديات اقتصادية كبيرة، مما دفع المكتب التنفيذي لاتحاد المقاولات الصحفية الصغرى إلى عقد اجتماع استثنائي، الاثنين الماضي في الرباط، لمناقشة تداعيات القرار الجديد والبحث في الخطوات المقبلة لمواجهته.
في تصريح لموقع “k36.ma”، قال مبارك، رئيس اتحاد المقاولات الصحفية الصغرى، إن الشروط التي حددتها الحكومة للاستفادة من الدعم العمومي، مثل شرط تحقيق رقم معاملات يفوق 2 مليون درهم سنوياً، تُقصي بشكل واضح المقاولات الصغرى. وأوضح أن هذه المعايير تعكس غياب رؤية واضحة لدى الحكومة حول واقع الصحافة الوطنية، خصوصاً المؤسسات الصغيرة التي تشكل جزءاً مهماً من المشهد الإعلامي المغربي. وأضاف أن هذه الشروط الجديدة ستعزز هيمنة المؤسسات الكبرى على الدعم، مما يزيد من الفجوة داخل القطاع ويهدد استدامة المقاولات الصغيرة.
وأشار مبارك إلى أن الوضع الحالي يتطلب إصلاحاً شاملاً لمنظومة الدعم، بحيث يكون التوزيع أكثر شفافية وعدالة، ويأخذ بعين الاعتبار الظروف التي تواجهها المقاولات الصحفية الصغرى. واعتبر أن استمرار تطبيق هذه الشروط سيؤدي إلى إقصاء العديد من المؤسسات، مما قد يتسبب في فقدان مئات الوظائف وتقويض التعددية الإعلامية في البلاد.
وأكد مبارك على ضرورة دعم التحول الرقمي للمقاولات الصغيرة، وتعزيز قدراتها التكنولوجية لمساعدتها على تطوير محتوى منافس. كما دعا إلى تحسين بيئة الإعلانات الرقمية لتوفير مصادر دخل مستدامة، مشيراً إلى أن هذه الخطوات أساسية لضمان استمرارية المقاولات الصحفية الصغيرة.
وفي إطار الجهود المبذولة للترافع حول هذا الملف، أكد مبارك أن الاتحاد سيعقد مجموعة من اللقاءات مع أمناء الأحزاب السياسية وبرلمانيين، بهدف حشد الدعم لقضية المقاولات الصحفية الصغرى. وأوضح أن هذه اللقاءات تهدف إلى تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها هذه المؤسسات، وإقناع الفاعلين السياسيين بضرورة مراجعة شروط الدعم لضمان توزيع أكثر عدالة وشفافية.
وختم مبارك حديثه بالتأكيد على أن الاتحاد سيواصل الضغط على مختلف الهيئات السياسية والمهنية، بهدف إحداث إصلاحات حقيقية في قطاع الصحافة. وشدد على أن تحقيق حرية إعلامية حقيقية في المغرب لن يكون ممكناً دون دعم المقاولات الصحفية الصغيرة، التي تلعب دوراً حيوياً في تعزيز التعددية وإثراء المشهد الإعلامي الوطني.

