احمد اوسار _ القنيطرة
تعاني دار الشباب رحال المسكيني بمدينة القنيطرة من وضعية كارثية تهدد بفقدان هذا المرفق لدوره الأساسي في التنشئة السليمة للأطفال والشباب. الوضع المزري الذي تعيشه دار الشباب، والذي وثقته مجموعة من الصور، يعكس حجم الإهمال وغياب الصيانة، حيث أصبحت الأرضيات المكسرة والنفايات المنتشرة داخل مرافق المؤسسة مشهداً مألوفاً، في ظل غياب أي تدخل من وزارة الشباب.
دار الشباب، التي كان من المفترض أن تكون فضاءً تربوياً وثقافياً يساعد الأطفال والشباب على تطوير مهاراتهم وصقل مواهبهم، تحوّلت إلى مكان غير آمن تنعدم فيه الشروط الأساسية لممارسة الأنشطة الترفيهية أو التعليمية. كما أن تدهور البنية التحتية والأسوار المهترئة يزيد من خطورة هذا الوضع، ويؤكد التراجع الكبير في دور الوزارة الوصية في الاهتمام بهذا المرفق الحيوي، الذي يُعتبر متنفساً مهماً لشباب المنطقة.
إن تردي هذه المرافق لا ينعكس فقط على الجانب المادي، بل يمتد تأثيره السلبي إلى نفسية الأطفال والشباب الذين يرتادون هذا الفضاء، حيث يفترض أن يجدوا بيئة تحفز على الإبداع وتساهم في تنشئتهم بشكل سليم، بدلاً من مواجهة مشاهد الإهمال والفوضى التي قد تُرسخ في أذهانهم مفاهيم سلبية عن دور المؤسسات العامة.
في ظل هذه المعطيات، يُطرح تساؤل جوهري: هل ستتدخل وزارة الشباب لإنقاذ دار الشباب رحال المسكيني من هذا الوضع المزري، أم أنها ستكتفي بالتفرج في انتظار كارثة قد تعيد إلى الأذهان فاجعة سنة 2006، حين توفي طفل ومؤطر تربوي بعد انهيار سقف قاعة بنفس دار الشباب؟


