دار الشباب رحال المسكيني: واقع مرير ووضع مزري ومدير يُغطّي الشمس بالغربال

رَّد مدير دار الشباب رحال المسكيني، الذي جاء تفاعلًا مع تحقيق نشرته جريدة K36 حول الوضع المزري للمؤسسة، يكشف عن أزمة عميقة في إدارة الشأن العام. بدلًا من الاعتراف بالواقع والعمل على تغييره، قرر سيادة المدير اللجوء إلى خطاب ديني مغلف بآيات قرآنية في محاولة لإسكات الحقيقة.

 لكن دعونا نكون واضحين : الحقيقة لا تُغطّى بآية، ولا تُخفى بصور تلتقط من زوايا انتقائية .

 

ففي محاولته البائسة للرد على مقال صحفي موثق، أرفق المدير صورًا زعم أنها دليل على “إصلاحات كبرى” شهدتها المؤسسة. ولكن، هل يمكن لتلك الصور أن تقنع الرأي العام والمواطنين الذين يرون بأعينهم الأزبال المتناثرة، والجدران المتشققة، والمرافق المتآكلة؟ أم أنها محاولة يائسة من المدير لتحويل النقاش من فشل المؤسسة إلى مهاجمة الصحافة؟

استغلال المدير لآية قرآنية في دفاعه هو، بلا شك، عبث أخلاقي. هل يريد المدير أن يوحي بأن الصحفي الذي نقل الحقيقة هو من “الفساق” الذين تحدثت عنهم الآية؟ أم أنه يجهل أن النقد الصحفي أداة للإصلاح لا وسيلة للتشهير؟ الخطاب الديني، مهما كان وقعه، لن يصلح بنية متهالكة، ولن يعيد الحياة إلى مؤسسة غابت عنها الرؤية والإرادة، ولن يُعيد الروح لمعلمة دشنها جلالة الملك محمد السادس نصره الله سنة 2008 لتكون حاضنة للشباب فحولها سوء التدبير والاهمال لواجهة كئيبة، سيدي المدير استغلالك للخطاب الديني هو محاولة مكشوفة لتغطية الشمس بالغربال.

 

أما الحديث عن “إصلاحات” مزعومة، فهو أمر يثير السخرية. هل تُعتبر إزالة القليل من الأزبال أو طلاء بعض الجدران “إصلاحًا” حقيقيًا؟ أين الأنشطة الثقافية وورشات التكوين؟ أين المبادرات الجادة التي يمكن أن تُعيد لهذه المؤسسة دورها كفضاء حيوي للتنمية؟ الإجابة واضحة: دار الشباب رحال المسكيني ما زالت مبنًى خاليًا من الروح والجدوى.

المدير لم يواجه مضمون المقال، بل تهرب من الأسئلة الجوهرية: لماذا المؤسسة في هذا الوضع المزري؟ أين الموارد التي يجب أن تُخصص لتحسين خدماتها؟ ولماذا أصبحت دار الشباب رمزًا للإهمال بدل أن تكون منارة للأمل؟

المأساة الحقيقية ليست فقط في الحالة المزرية للمؤسسة، بل في الطريقة التي يُدار بها هذا الوضع. المدير، بدل أن يقدم إجابات موضوعية، تحوّل إلى “مصوّر محترف” يلتقط زوايا جميلة لواقع بائس.

رسالتنا إلى المدير واضحة: الصحافة ليست عدوك، بل هي صوت المجتمع وعينه. إذا كنت تخشى النقد، فالجواب بسيط: أصلح الواقع، ودع العمل يتحدث عنك، والأكثر من ذلك سنكون اول المصفقين لأي إنجاز او تغيير او إصلاح، لأنن ننتقذ من أجل خدمة الصالح العام، وض.

صور لدار الشباب رحال المسكيني بالقنيطرة




شاهد أيضا