الأخطبوط الأسود
في خطوة عسكرية لافتة، كشف الجيش المغربي لأول مرة عن تشغيل راجمات الصواريخ الإسرائيلية PULS خلال مناورة عسكرية بالذخيرة الحية في إحدى مناطق الصحراء المغربية. هذا الإعلان يأتي في سياق تحديث القدرات الدفاعية للمملكة وتعزيز تفوقها الإقليمي، وسط تعاون عسكري متزايد مع إسرائيل.
تجربة ميدانية ناجحة.. صواريخ EXTRA تصيب أهدافها بدقة متناهية
خلال المناورات العسكرية، قامت القوات المسلحة الملكية بإطلاق صواريخ EXTRA بمدى يصل إلى 150 كلم، حيث تم اختبار دقة الاستهداف وقدرة الصواريخ على تحقيق إصابات دقيقة. وقد كشفت الصور التي جرى تداولها عن مدى التطور الذي بلغه الجيش المغربي في تشغيل هذه المنظومة الصاروخية الحديثة، حيث نجح أحد الصواريخ في إصابة هدفه المحدد بدقة متناهية.
وتعد هذه التجربة إثباتًا عمليًا للقدرات القتالية لمنظومة PULS، التي توفر للمغرب إمكانية تنفيذ عمليات عسكرية دقيقة وفعالة في مختلف الظروف الجغرافية.
منظومة PULS.. قفزة نوعية في ترسانة المغرب الصاروخية
راجمات الصواريخ PULS، التي طورتها شركة Elbit Systems الإسرائيلية، تعد واحدة من أحدث أنظمة الإطلاق الصاروخي المتعدد في العالم، وتمتاز بعدة خصائص تجعلها سلاحًا استراتيجيًا في يد الجيش المغربي:
✅ إمكانية إطلاق أنواع متعددة من الصواريخ بمديات تصل إلى 300 كلم حسب الذخائر المستخدمة.
✅ نظام توجيه متطور يعتمد على الملاحة عبر الأقمار الصناعية لضمان دقة عالية في إصابة الأهداف.
✅ مرونة تكتيكية كبيرة، إذ يمكن تثبيتها على شاحنات متحركة، ما يجعلها سهلة الانتشار والتكيف مع مختلف التضاريس.
✅ قدرة على تنفيذ ضربات استراتيجية دقيقة ضد أهداف عسكرية حساسة، مما يمنح المغرب تفوقًا تكتيكيًا مهمًا في المنطقة.
التعاون العسكري المغربي-الإسرائيلي.. نحو مرحلة متقدمة
يأتي إدخال منظومة PULS ضمن مسار التعاون العسكري بين المغرب وإسرائيل، الذي تعزز بعد توقيع اتفاقيات أمنية وعسكرية منذ 2020. فقد شمل هذا التعاون اقتناء أنظمة دفاع جوي، طائرات مسيرة، رادارات متطورة، وتعاون استخباراتي مكثف.
وتشير هذه الخطوة إلى نقلة نوعية في العقيدة العسكرية المغربية، حيث أصبح التركيز على الأسلحة الذكية وتقنيات الردع الاستراتيجي جزءًا أساسيًا من سياسة التحديث العسكري التي تنتهجها المملكة.
رسائل عسكرية قوية.. ما الذي يعنيه هذا الكشف؟
عرض الجيش المغربي لراجمات PULS يحمل رسائل استراتيجية واضحة، سواء على المستوى الداخلي أو الإقليمي:
تعزيز قوة الردع المغربية: امتلاك المغرب لصواريخ بعيدة المدى ذات دقة عالية يجعله قادرًا على مواجهة أي تهديدات محتملة.
الجاهزية العسكرية المتقدمة: المناورات بالذخيرة الحية تعكس ارتفاع مستوى الكفاءة التشغيلية لدى القوات المسلحة الملكية.
التوجه نحو تحديث شامل: إدخال هذه الأنظمة الصاروخية ينسجم مع استراتيجية المغرب الرامية إلى تعزيز قدراته الدفاعية بأحدث التقنيات العسكرية.
رسائل إقليمية ودولية: التطور السريع في تسليح الجيش المغربي يوجه إشارات واضحة إلى المنافسين الإقليميين حول قدراته العسكرية المتنامية.
المغرب.. قوة عسكرية صاعدة في شمال إفريقيا
مع إدخال منظومة PULS إلى الخدمة، يواصل المغرب تعزيز موقعه العسكري في المنطقة، عبر تحديث ترسانته الدفاعية والهجومية. هذه الخطوة تؤكد أن المملكة ماضية في بناء جيش حديث قادر على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
ومع استمرار برامج التحديث العسكري، يبدو أن المغرب يعزز مكانته كقوة إقليمية صاعدة، قادرة على فرض معادلات جديدة في المشهد العسكري لشمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط.

