K36:الأخطبوط
في عالم تسوده التهديدات الأمنية المعقدة، وتتشابك فيه خيوط الإرهاب والجريمة المنظمة والتجسس السيبراني، تبرز أجهزة الاستخبارات كخط الدفاع الأول لكل دولة.
وفي المغرب، تطورت هذه الأجهزة بشكل ملحوظ خلال العقود الأخيرة، لتصبح واحدة من أكثر المؤسسات الأمنية فاعلية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
هذا التقرير يُسلّط الضوء على مختلف أجهزة الاستخبارات المغربية، مهامها، اختصاصاتها، تطورها التاريخي، وأهم إنجازاتها.
المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (DGST): “الأمن الداخلي”
تُعد DGST، المعروفة شعبيًا بـ”الديستي”، العمود الفقري للأمن الداخلي المغربي. أُنشئت سنة 1973، وخضعت لإعادة هيكلة مهمة في عهد الملك محمد السادس.
● المهام الأساسية:
مكافحة الإرهاب والتطرف.
كشف شبكات التجسس.
تتبع الجرائم المنظمة العابرة للحدود.
تأمين الشخصيات والرموز الوطنية من التهديدات الأمنية.
● أبرز الإنجازات:
تفكيك العديد من الخلايا الإرهابية المرتبطة بداعش.
تنسيق دولي فعال مع أجهزة أوروبية (فرنسا، إسبانيا، بلجيكا…).
كشف تهديدات داخلية قبل وقوعها، ما منح المغرب سمعة قوية عالميًا في مجال الاستخبارات الوقائية.
المديرية العامة للدراسات والمستندات (DGED): “الاستخبارات الخارجية”
تُعرف DGED بكونها الجهاز المسؤول عن الاستخبارات الخارجية، أي ما يتعلق بالأمن الوطني خارج التراب المغربي.
● الاختصاصات:
جمع المعلومات عن التهديدات القادمة من الخارج.
حماية مصالح المغرب الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية في الخارج.
مواكبة تحركات أعداء الوحدة الترابية، خصوصًا ملف الصحراء المغربية.
● الهيكلة والقيادة:
يرأسها حاليًا محمد ياسين المنصوري، وهو من الشخصيات المقربة من القصر الملكي.
● أهم الأدوار الإقليمية:
تنسيق عمليات استخباراتية مشتركة مع دول إفريقية وأوروبية.
مواجهة أنشطة البوليساريو واللوبيات المعادية للمغرب.
تحصين الجبهة الدبلوماسية المغربية من الحملات العدائية.
الفرقة الوطنية للشرطة القضائية (BNPJ): الذراع التقني للأبحاث الأمنية
رغم أن BNPJ ليست جهاز استخباراتي خالص، فإنها تشتغل بتنسيق كبير مع DGST، خاصة في مجالات:
مكافحة غسل الأموال.
تفكيك الشبكات الإجرامية الكبرى.
التحقيقات المعقدة المتعلقة بالإرهاب وتهريب البشر والمخدرات.
مديرية الأمن العسكري التابعة للقوات المسلحة الملكية
وهي الذراع الاستخباراتي التابع مباشرة للقوات المسلحة، وتُعنى بالمسائل العسكرية والأمن الاستراتيجي.
● مهامها:
مراقبة التهديدات العسكرية الخارجية.
حماية المنشآت الحساسة (الثكنات، الحدود، الأنظمة الدفاعية).
جمع وتحليل المعلومات ذات الطابع العسكري.
الاستخبارات السيبرانية: الجبهة الرقمية الجديدة
أمام تصاعد التهديدات الرقمية، أصبح للمغرب جهاز مختص في الأمن السيبراني تابع لعدة مؤسسات أمنية، منها:
DGST (وحدة خاصة بمكافحة الإرهاب الرقمي).
القيادة العليا للدرك الملكي (قسم الجرائم الإلكترونية).
المديرية العامة لأنظمة المعلومات الأمنية التابعة لإدارة الدفاع الوطني.
هذه الأجهزة تشتغل على كشف الهجمات الإلكترونية، والتصدي للاختراقات، وتتبع أنشطة الهاكرز المعادين للمملكة.