K36:الأخطبوط
بتعليمات سامية من جلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، تستعد المملكة المغربية لاحتضان النسخة الـ21 من تمرين “الأسد الإفريقي”، في الفترة الممتدة ما بين 12 و23 ماي 2025.
وتُعد هذه المناورات من بين أبرز التمارين العسكرية متعددة الجنسيات على مستوى القارة الإفريقية، لما تحمله من أهمية استراتيجية في دعم التعاون الأمني والعسكري بين الدول.
تنظيم مشترك ومناطق متعددة لاحتضان التمرين
بتنسيق وثيق بين القوات المسلحة الملكية المغربية ونظيرتها الأمريكية، سيتم تنظيم مناورات “الأسد الإفريقي 2025” في ستة مواقع استراتيجية داخل التراب الوطني، تشمل مدن: أكادير، طانطان، تزنيت، القنيطرة، بنجرير وتيفنيت.
وقد انطلقت الاستعدادات منذ أشهر، وتوجت بعقد الاجتماع النهائي للتخطيط ما بين 24 و28 فبراير 2025 بمقر قيادة المنطقة الجنوبية بأكادير، بحضور ممثلين عن الدول المشاركة، بهدف ضبط الجوانب التنظيمية والتقنية واللوجستية.
تمرين شامل بأبعاد استراتيجية متعددة
تهدف هذه المناورات إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الكبرى، من أبرزها:
تعزيز التعاون العسكري وتشغيل القوات متعددة الجنسيات بشكل مشترك.
تطوير القدرات القتالية والجاهزية للتدخل في الأزمات.
تبادل الخبرات في مجالات التدريب، اللوجستيك، والتخطيط العملياتي.
دعم جهود الأمن والسلم في منطقتي الساحل وشمال إفريقيا.
مشاركة واسعة من جيوش العالم
تحظى نسخة هذه السنة بمشاركة قياسية، حيث تنخرط فيها القوات المسلحة الملكية المغربية والقوات الأمريكية إلى جانب جيوش من أكثر من 30 دولة تمثل إفريقيا، أوروبا، أمريكا اللاتينية، ومنطقة الشرق الأوسط.
ويشارك بعض هذه الدول كملاحظين، في حين تنخرط أخرى بشكل مباشر في العمليات الميدانية.
مناورات متكاملة بين البر والبحر والجو
سيتضمن البرنامج مجموعة متنوعة من التمارين العسكرية:
عمليات ميدانية وتكتيكية برية، بحرية وجوية.
تمارين ليلية ونهارية تشمل الإنزال الجوي والتدخل السريع.
تدريبات متقدمة للوحدات الخاصة.
ورشات تخطيط العمليات بإطار فرق العمل متعددة الجنسيات.
الجانب الإنساني حاضر بقوة
في موازاة التدريبات العسكرية، يتضمن “الأسد الإفريقي” أيضًا أنشطة إنسانية ذات بعد اجتماعي، من بينها:
تقديم خدمات طبية متنقلة للمواطنين.
تنظيم حملات توعية صحية.
إعادة تأهيل عدد من المرافق العمومية بالمناطق المستضيفة.
ترسيخ الشراكة المغربية الأمريكية وتعزيز الأمن الإقليمي
يُجسد هذا التمرين بُعدًا استراتيجيًا في العلاقات العسكرية بين المغرب والولايات المتحدة، ويكرس المغرب كفاعل محوري في دعم الاستقرار في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.
وأكدت القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية أن “الأسد الإفريقي” يشكل نموذجًا ناجحًا للتعاون العسكري الدولي المبني على الشراكة، التبادل، والتنسيق متعدد الأطراف.
المغرب.. منصة للتعاون الدفاعي متعدد الجنسيات
مع توالي النسخ وتزايد عدد المشاركين، أصبح تمرين “الأسد الإفريقي” موعدًا سنويًا بارزًا يعكس مكانة المملكة كوجهة مفضلة لتنظيم التدريبات العسكرية الكبرى، مما يُعزز من حضورها الجيوسياسي والعسكري على المستوى القاري والدولي.
ويعكس هذا الحدث التزام المغرب الدائم، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس، بالمساهمة في بناء منظومة أمنية إقليمية ودولية قائمة على التعاون والشراكة والتأهب لمواجهة مختلف التحديات.