K36:الأخطبوط
في زيارة رسمية تعكس دفء العلاقات الثنائية والتعاون المتصاعد بين الرباط وباريس، أكد وزير الداخلية الفرنسي، برونو روتايو، اليوم الاثنين 14 أبريل الجاري بالعاصمة المغربية، أن المغرب يشكل “شريكًا ثمينًا ولا غنى عنه” لفرنسا في مجال التعاون الأمني، مشددًا على الأهمية القصوى التي تكتسيها هذه العلاقة في مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
تعاون أمني متين لمواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة
في ندوة صحافية أعقبت جلسة عمل مع نظيره المغربي عبد الوافي لفتيت، بحضور وفود أمنية رفيعة المستوى من كلا البلدين، كشف الوزير الفرنسي أن باريس تعتمد بشكل كبير على الرباط في تعزيز الجبهة الأمنية، سواء في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب أو مواجهة شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
وسلط الضوء على الإنجازات الملموسة لهذا التعاون، مشيرًا إلى أن التنسيق الوثيق بين الأجهزة الأمنية في البلدين أسفر عن اعتقال عدد من كبار مهربي المخدرات المطلوبين للعدالة الفرنسية، واصفًا ذلك بـ”الدينامية الجديدة والمتميزة” في العلاقات المغربية الفرنسية.
لحظة مفصلية في العلاقات الثنائية
الوزير الفرنسي لم يخفِ أن زيارته للمملكة تأتي في سياق “خاص واستثنائي”، إذ تشهد العلاقات المغربية الفرنسية انتعاشًا ملحوظًا بعد فترة من التوتر والفتور، مؤكدا أن هذه الدينامية تشمل مختلف المجالات، ولاسيما الجانب الأمني الذي بات يحتل موقعًا متقدمًا في جدول أولويات الشراكة.
وتأتي هذه الزيارة بعد أشهر قليلة من توقيع إعلان الشراكة الاستثنائية المعززة بين الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال زيارة الدولة التي قام بها هذا الأخير للمغرب في أكتوبر 2024، ما عزز من الزخم السياسي والدبلوماسي بين البلدين.
تبادل المعلومات والتنسيق الميداني مفتاح النجاح
أشاد الوزيران، خلال جلسة العمل، بجودة التعاون الأمني القائم بين الرباط وباريس، والذي يقوم على تبادل فعال للمعلومات الاستخباراتية، وتنسيق مستمر بين الأجهزة المختصة، مما مكن من إحباط عدة تهديدات إرهابية قبل وقوعها وتفكيك خلايا إجرامية خطيرة.
ويشكل هذا التعاون نموذجًا يحتذى به في المنطقة، حيث يعكس الثقة المتبادلة والمصالح الأمنية المشتركة، في سياق إقليمي ودولي معقد يتطلب المزيد من التماسك بين الشركاء الاستراتيجيين.
المغرب.. حليف استراتيجي لفرنسا في شمال إفريقيا
كلمات الوزير الفرنسي جسدت مدى إدراك باريس لأهمية المغرب، ليس فقط كشريك أمني، بل أيضًا كفاعل محوري في استقرار شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، ومركز للتوازن السياسي والأمني في ظل التحديات المتزايدة.
وتأتي هذه الإشادة لتؤكد من جديد الدور الريادي الذي يلعبه المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، في تثبيت الأمن ومكافحة التطرف، وتجعل من المملكة أحد أبرز الشركاء الموثوقين على الصعيدين الأوروبي والمتوسطي.