K36:فاس
في مشهد مأساوي هزّ المدينة وأعاد إلى الأذهان كوابيس البنايات الآيلة للسقوط، لقي تسعة أشخاص مصرعهم يوم أمس الخميس 8 ماي 2025، إثر انهيار بناية سكنية من عدة طوابق في أحد الأحياء الشعبية بمدينة فاس، وفق ما أكدته السلطات المحلية.
الحادث، الذي وقع بشكل مفاجئ وصادم، تسبب في حالة من الهلع والذعر وسط الساكنة، فيما سارعت فرق الإنقاذ إلى عين المكان لانتشال الضحايا والبحث عن ناجين محتملين تحت الأنقاض.
البناية المنهارة، التي كانت تقطنها عدة أسر، أثارت منذ سنوات علامات استفهام كثيرة حول مدى سلامتها الهيكلية، في ظل الحديث المتكرر عن غياب الصيانة والرقابة الهندسية على عدد من المباني القديمة داخل المدينة. وتداولت ساكنة الحي شهادات صادمة عن أصوات التصدع التي سبقت الانهيار بدقائق، وعن محاولات استغاثة من عالقين لم يُكتب لهم النجاة.
ورغم المجهودات الحثيثة للوقاية المدنية التي واصلت عمليات البحث حتى ساعات متأخرة من الليل، فإن الحصيلة كانت ثقيلة ومفجعة. الحادث يعيد إلى الواجهة ملف البنايات المهددة بالسقوط، ويدعو إلى وقفة حقيقية من الجهات المسؤولة لإعادة تقييم خريطة البناء العشوائي والبنايات القديمة، التي لا تزال تشكل قنابل موقوتة تهدد أرواح المواطنين في أكثر من مدينة مغربية.
فاس، التي كانت إلى وقت قريب تتفاخر بعراقتها وجمالها التاريخي، استيقظت على كارثة إنسانية تكشف جزءاً من الخلل البنيوي الذي ما زال ينخر واقع التعمير والسكن في البلاد.