K36:سيدي سليمان
تعيش مدينة سيدي سليمان، الواقعة في قلب الغرب المغربي، وضعًا مأساويًا يتجلى في تدهور الخدمات الأساسية، تفشي الفقر والبطالة، واستفحال الفساد الإداري والسياسي.
ورغم ما تزخر به المنطقة من مؤهلات فلاحية وأراضٍ خصبة، فإنها تعاني من تهميش ممنهج، يعود في جزء كبير منه إلى هيمنة عائلة الراضي على مفاصل السلطة المحلية لعقود.
تُتهم عائلة الراضي، وعلى رأسها إدريس الراضي، القيادي السابق في حزب الاتحاد الدستوري، بالاستيلاء على مساحات شاسعة من الأراضي السلالية بطرق مشبوهة. ففي يوليوز 2023، مثل إدريس الراضي أمام المحكمة الابتدائية بسيدي سليمان، رفقة تسعة متهمين آخرين، بتهم تتعلق بالتزوير والاستيلاء على 83 هكتارًا من الأراضي السلالية بمنطقة أولاد حنون، عبر وثائق مزورة ورخص مشكوك في صحتها.
كما شهدت المدينة احتجاجات متكررة من طرف السلاليين، الذين طالبوا بفتح تحقيقات قضائية في تفويتات مشبوهة لأراضي الجموع، ورفعوا شعارات تطالب برحيل رموز الفساد، وعلى رأسهم ادريس الراضي، البرلماني السابق ، وابنه ياسين الراضي، الذي تم عزله من رئاسة جماعة سيدي سليمان في ماي 2023، بعد تقرير للمفتشية العامة للإدارة الترابية رصد حوالي 50 اختلالًا في تدبير الجماعة.
وتُتهم عائلة الراضي بتوظيف نفوذها السياسي لتفويت أراضٍ سلالية لشركات مقربة منها، دون احترام المساطر القانونية، مما أدى إلى حرمان ذوي الحقوق من أراضيهم، وتفاقم معاناتهم الاجتماعية والاقتصادية.
وفي ظل هذا الوضع، يطالب سكان سيدي سليمان بضرورة تدخل الدولة لإعادة الاعتبار للمنطقة، من خلال محاسبة المتورطين في نهب الأراضي السلالية، وتفعيل آليات الرقابة والمساءلة، وتوفير فرص الشغل والخدمات الأساسية للمواطنين، بعيدًا عن منطق الزبونية والمحسوبية الذي خنق المدينة لعقود.