16 ماي..اليوم الذي غيّر وجه المغرب الأمني إلى الأبد

K36:الأخطبوط

مرت أكثر من عشرين سنة على أحداث 16 ماي 2003، التي شكّلت واحدة من أفظع المآسي في تاريخ المغرب الحديث، حين هزّت خمس تفجيرات إرهابية متزامنة قلب مدينة الدار البيضاء، مخلفة 45 قتيلاً وعشرات الجرحى، وأعادت طرح أسئلة مؤلمة عن التطرف ومكانه في المجتمع المغربي.

كانت الصدمة مضاعفة ليس فقط بسبب العنف والدمار، بل لأن المنفذين كانوا مغاربة شباباً، قادمين من الهامش الاجتماعي، ما كشف عن عمق الخلل في بعض البنى الثقافية والاجتماعية.

شكلت التفجيرات لحظة فارقة دشنت بداية مرحلة أمنية جديدة، اتسمت بإصلاحات عميقة على المستوى الاستخباراتي والتشريعي والمؤسساتي، بدأت بإقرار قانون محاربة الإرهاب، وبلغت ذروتها بإحداث المكتب المركزي للأبحاث القضائية، وتعزيز التنسيق بين مختلف الأجهزة الأمنية.

كما استثمر المغرب في محاربة جذور التطرف عبر إصلاح الحقل الديني، وتأطير الوعاظ، وإطلاق برامج اجتماعية وتنموية موجهة للفئات الهشة.

فرغم الانتقادات التي طالت بعض الإجراءات الأمنية، استطاع المغرب أن يُحقق توازناً لافتاً بين الحزم في مواجهة الإرهاب واحترام حقوق الإنسان.

واليوم، تبدو ذكرى 16 ماي محطة مؤلمة، لكنها كانت أيضاً منطلقاً لتحصين الدولة والمجتمع من الانفلات، ولصياغة تجربة أمنية استباقية باتت مرجعاً إقليمياً في مكافحة الإرهاب.




شاهد أيضا