تقرير..الاعتداءات الجنسية داخل أروقة وكالة المواهب الفنية اليابانية ”جوني وشركاه“

غالبا ما تتخلل صناعة الفن عموما كثيرا من الفضائح الجنسية .. التي ممكن ان تتحول في بعض الاحيان الى امبراطوربية للفساد الجنسي .. و يكون الفناة هو الضحية حيث رغم الأهمية التي يمتلكها فهو يظل ضعيفا اما ملاك شركات الانتاج , الذين يمتلكون اليد العليا ما يسمح لهم باستغلال هذا الفنان خصوصا في بداياته.

وحتى تاريخ تسليط الضوء على إحدى الأفلام الوثائقية التي أصدرتها هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في شهر مارس الماضي بشأن الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها جوني كيتاغاوا، ظلت محطات التلفزة اليابانية عموماً صامتة بشأن هذا الأمر. وذلك بسبب مخاوفها من فقدان صلاتها وعلاقاتها مع النجوم التابعين لوكالته الفنية الذين كانوا يمتلكون نفوذاً طاغياً، والمعروفين باسم ”جوني وشركاه“.

و تتجه شركة ”جوني وشركاه“ نحو عملية التصفية والتفكك. تعتبر هذه الشركة واحدة من أكبر وكالات الفنانين في اليابان، حيث تمثل وترعى حوالي مئة نجم، وكانت الأكبر من نوعها في البلاد. تأتي هذه الخطوة بعد الفضيحة التي نشبت بسبب اتهامات بارتكاب الاعتداءات الجنسية من قبل مؤسسها الراحل ورئيسها السابق، جوني كيتاغاوا، ضد فتيان صغار كانوا في بداية مسيرتهم الفنية في مجال صناعة الترفيه والمنوعات والذين كانوا معروفين باسم ”جوني جونيورز“.

تخطط الشركة لتغيير اسمها إلى ”سمايل-أب“ وتركز على توفير دعم نفسي وتعويض مالي لما يقرب من 325 ضحية للإساءة الجنسية الذين سيقدمون مطالبات خلال هذه العملية، وذلك اعتبارًا من الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ستنشأ أيضًا وكالة فنية جديدة لاستضافة الفنانين الذين يرغبون في مواصلة مسيرتهم في مجال التمثيل والفنون.

وبينما أشرفت شركة جوني وشركاه على القرارات المتعلقة بعمل نجومها وجداولهم الزمنية، وعثرت لهم على مديرين أعمال وموظفين آخرين، وتعاملت مع أي فضائح بخصوصهم، فإن الوكالة الجديدة لن تؤمن العمل إلا لفنانيها، الذين بدورهم سيتولون مهام أخرى ستُلقى على عاتقهم.

وسيترأس هيغاشيياما نورييوكي، العضو السابق في فرقة شونينتاي، الشركتين الجديدتين. وفي مؤتمر صحفي عُقد في الثاني من أكتوبر، ، صرح بأن فناني الأداء سيبحثون عن فرصهم الخاصة بناءً على ما يريدون القيام به بأنفسهم.

ويأتي هذا التغيير في أعقاب الانتقادات الموجهة إلى شركة جوني وشركاه ذات النفوذ المفرط والتي تقوم بقمع أصوات ضحايا الانتهاكات وتمارس ضغوطًا مفرطة على محطات التلفاز ووسائل الإعلام الأخرى.

وستظل جولي فوجيشيما، الرئيسة السابقة للشركة وابنة أخت كيتاغاوا، مديرة بعد تغيير الاسم إلى سمايل-أب وستكون مسؤولة عن مساعدة الضحايا وتعويضهم. ومع ذلك، فإنها لن تلعب أي دور في الوكالة الجديدة، حيث سيكون هناك تغيير كبير في الإدارة، بما في ذلك تعيين عضو فريق (في-7) السابق إينوهارا يوشيهيكو نائبًا للرئيس.

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت ستكون هناك تغييرات جوهرية في طبيعة العمل الهيكلية أم لا. حيث تمتلك جولي فوجيشيما 100% من أسهم ”سمايل-أب“، في الوقت الذي لايزال فيه المستثمرين واتجاه الشركة الجديدة غير معروف، وسيتم استقدام معظم موظفيها من وكالة جوني وشركاه.

ويبدو أن الشركات التي أوقفت عقود الإعلانات مع نجوم الوكالة بعد المؤتمر الصحفي الذي عُقد في سبتمبر ولم يظهور أي خطط لتغيير اسم الوكالة أو اتخاذ أي إجراء آخر، لا تزال متشككة بشأن التحول الكلي الذي تم الإعلان عنه في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول. وقال رئيس شركة المشروبات”سانتوري“نيإنامي تاكيشي الذي يرأس أيضًا الجمعية اليابانية للمديرين التنفيذيين للشركات، للصحفيين في اليوم التالي، إن الشركة لا تنوي تجديد عقودها. ولا توجد علامات على أن الشركات الأخرى ستفعل ذلك أيضًا.

وليس من المستغرب أن يكون مسار الأعمال حذرًا. فإذا ظهرت مشكلات كبيرة فيما يتعلق بالتعويضات، والتي قد تؤدي بدورها إلى رد فعل عام عنيف، فقد تنهار شركة ”سمايل-أب“ والشركة الجديدة.

وفي الوقت نفسه، أشارت معظم محطات البث التجارية بعد المؤتمر الصحفي في سبتمبر/ أيلول إلى أن النجوم أنفسهم لا يتحملون اللوم، لذا سيستمرون في الظهور في برامجهم. ونظرًا لأن أعمال هذه المحطات تعتمد على بيع الإعلانات، فإنهم سيعملون فقط كجهات راعية في تعاملاتهم مع وكالة جوني وشركاه. وهناك موقف عام مشترك يتمثل في انتظار ما سيحدث مع الإصلاح التنظيمي.

وفي أواخر سبتمبر/أيلول، دعا تلفزيون فوجي الوكالة إلى تغيير اسمها وتقسيم عملياتها للتعامل مع التعويضات وإدارة فناني الأداء بشكل منفصل. وفي الثاني من أكتوبر/تشرين الأول، قال إنه سيواصل مراقبة الوضع، وأن المحطات الأخرى ستفعل الشيء نفسه.

وفي 27 سبتمبر/ أيلول، أعلنت قنوات إن إتش كيه أنها لن تتعاقد مع نجوم الوكالة مجددًا حتى يتم اتخاذ الإجراءات الكافية لتقديم التعويضات ومنع تكرار الاعتداءات، ولكن نظرًا لأنها مدعومة برسوم الاشتراك، فيجب عليها مراعاة مشاهديها وتوخي الحذر.

طريق صعود وكالة جوني

كيف أصبحت وكالة المواهب الفنية جوني وشركاه بهذا القدر الكبير من النفوذ من الأساس؟ قد يقول الكثيرون بأنها تلقت يد العون من محطات التلفزة، وهم محقون في ذلك.

حيث تأسست الوكالة في عام 1962، وأصبحت تابعة لشركة واتانابى للإنتاج، وهي شركة معاصرة كبرى. حينها ظهرت فرقة الوكالة الشبابية جونيز، التي تكونت في ذلك العام، في العديد من البرامج التلفزيونية. إلا أن الفرقة انفصلت في عام 1967، وعندما تم حل المجموعة اللاحقة (فور ليفز) في عام 1978، لم يعد لدى الوكالة أي فنانين مشهورين.

إلا أن قوة التلفاز حينها أعطتها قبلة الحياة من جديد. حيث الدراما التليفزيونية (سن-نين بي-غومي كينباتشي سينسيه) (السيد كينباتشي في الفصل بي-3)، التي تم إطلاقها في عام 1979 وكانت أحداثها في سياق عن طلاب إحدى المدراس الإعدادية، التي ضمت عضوان من الوكالة – كوندو ماساهيكو وتاهارا توشيهيكو – اللذان حققا نجاحًا كبيرًا وشعبية بين الفتيات المراهقات.

وبينما تولى جوني كيتاغاوا مسؤولية اكتشاف فناني الأداء وتدريبهم، كانت أخته ماري، والتي أصبحت فيما بعد نائبة رئيس الوكالة، تتعامل مع محطات التلفزة. ومع ذلك، لم يكن قرارها هو ظهور كوندو و تاهارا في مسلسل كينباتشي، ولم يكن لها أي اتصالات مع منتج المسلسل ياناي ميتسورو. فقد حصل الولدان على دورهما من خلال اختبارات الأداء.

وقد أعطت شعبية كوندو وتاهارا الفرصة لـ ماري للترويج لفنانين جدد. فإذا أرادت قناة تلفزيونية استضافتهم، فقد اشترطت أن النجوم الناشئين الأصغر سنًا من فرق مثل (شونين تاي) و (شيبوغاكيتي) يحصلون أيضًا على وقت أمام الشاشات. وقد سمحت هذه الطريقة إلى إنشاء سلسلة من المجموعات المشهورة مثل هيكارو غينجي، سماب، طوكيؤ، كينكي كيدز، في-6، و أراشي. وعلى إثر ذلك أيضًا استطاعت ماري توسيع شبكة علاقتها مع عالم الشبكات التلفزيونية.




شاهد أيضا