Nature Sustainability…البلدان المُعرّضة لخطر الفيضانات…

يشهد عالمنا اليوم تغيرات مناخية متسارعة تؤثر بشكل كبير على الظروف الجوية والبيئة. من بين هذه التغيرات، ارتفاع درجات الحرارة ، حيث يُعد عاملاً مؤثراً بشكل كبير في زيادة تكرار حوادث الفيضانات حول العالم. تُعَد الفيضانات واحدة من أخطر التهديدات الطبيعية التي تواجه المجتمعات البشرية، حيث يمكن أن تتسبب في خسائر بشرية ومادية هائلة. وقد قامت مجلة Nature Sustainability بدراسة أُجريت لتحديد البلدان المعرضة لخطر الفيضانات القاتلة والتي تظهر علاقة بين العوامل المناخية والاقتصادية.

البلدان المعرضة للخطر: وفقًا لدراسة نُشِرَت في مجلة “Nature Sustainability”، تم تحديد البلدان المهددة بشكل أكبر بالفيضانات القاتلة. وتوضح الدراسة أن مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، يزداد خطر تساقط أمطار غزيرة وحدوث فيضانات عنيفة تسبب كوارث بشرية ومادية. تم تحليل بيانات من 67 دولة خلال الفترة من 1990 إلى 2018 لاستنتاج العلاقة بين الفيضانات القاتلة والعوامل الاقتصادية.

أظهرت الدراسة أن هناك تباينًا في معدلات الوفيات جراء الفيضانات بين البلدان، والذي يتأثر بالاختلافات الاقتصادية. واشتملت الدراسة على تحليل 573 حادثة فيضان قاتل، مع اختلاف واضح بين البلدان في مدى تأثير هذه الحوادث.

تشير الدراسة إلى أن ثلاث قارات تعرف معدلات وفيات أعلى نتيجة للأمطار الغزيرة والفيضانات. في إفريقيا، تُعد مناطق مثل الجزائر والمغرب وجنوب أفريقيا وأنغولا وبوتسوانا مناطق تشهد ارتفاعًا في معدلات الوفيات. بينما في آسيا، تبرز بلدان مثل سريلانكا وتايلاند وماليزيا وإندونيسيا كأكثر البلدان عرضة لخطر الفيضانات.

و يجب التذكير أن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يسهم في زيادة حدوث الفيضانات نتيجة لتفاعل عدة عوامل. أولاً، يُسرّع الارتفاع في درجات الحرارة عملية ذوبان الثلوج والجليد بوتيرة أسرع، مما يُؤدي إلى زيادة تدفق المياه في الأنهار والمجاري المائية. ثانياً، يُزيد الارتفاع في درجات الحرارة من تبخّر المياه من البحار والأنهار والبحيرات، مما يزيد من الرطوبة في الجو. وهذا قد يزيد من احتمالية حدوث أمطار غزيرة وعواصف مطرية قوية، مما يُسهم في تصاعد خطر الفيضانات. ثالثاً، قد يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تغيير في نمط الهطول، مما يزيد من تكرار الأحداث الجوية المتطرفة كالأمطار الغزيرة والفيضانات.

 

 

 




شاهد أيضا