عمدة مدينة الرباط ترفع راية العصيان في وجه اخنوش

في مشهد يثير الجدل ويضرب عرض الحائط بمفهوم الديمقراطية، قررت عمدة مدينة الرباط، أسماء اغلالو، الوقوف بقوة في وجه مطالبات الرحيل التي تأتي من رئيس حزبها، عزيز أخنوش. وبالرغم من الضغوط والتهديدات التي تعرضت لها، إلا أن اغلالو أبدت عزمًا جادًا على البقاء في منصبها، مهما كانت التداعيات.

يأتي هذا الصراع في ظل تصاعد التوترات مع اقتراب موعد المصادقة على مشروع ميزانية مجلس مدينة الرباط، حيث يُتوقع أن يواجه هذا المشروع صعوبات كبيرة في التمرير نتيجة لعرقلة التصويت بسبب معارضة العمدة.

اغلالو أعلنت رفضها بشكل علني تقديم استقالتها، وذلك بعد اجتماع مثير مع قيادة حزبها انتهى بتصريحات غاضبة من أخنوش حيث أشار إلى أن “الرباط خاصها تبدل”، ما يشير إلى عدم استعدادها للتنازل عن موقعها.

المستشارون المعارضون لاغلالو، من بينهم رؤساء مقاطعات في الرباط، يزعمون أن لديهم أغلبية ساحقة داخل مجلس المدينة، حيث يبلغ عددهم 19 مستشارًا من أصل 23. يعزون معارضتهم لاغلالو إلى “انفراديتها في اتخاذ القرارات” وسلوكها العنجهي والمتكبر تجاه المستشارين الذين دعموها في السابق.

وبالرغم من التشدد على موقفها بالديمقراطية التي أوصلتها إلى رئاسة المجلس، إلا أن الضغوط المتزايدة تجعل القرار بالإجماع على رحيلها أمرًا ضروريًا، وهذا يعبر عن “حكم الشعب نفسه بنفسه”. يُعتقد أن تركها لكرسي الرئاسة سيفتح المجال لدماء جديدة وفرصة لتنفيذ المشروعات التنموية المهمة بالمدينة.

 هذا الصراع يظهر بوضوح كيف أن المصالح الضيقة قد تضر بمصلحة السكان، وسيكون للساكنة الرباطية الدفع الأساسي للفاتورة، حيث ينتظرون بفارغ الصبر إطلاق العديد من المشروعات التنموية الضرورية في إطار مشروع “الرباط عاصمة الأنوار”، بالإضافة إلى مشروع تصميم التهيئة للعاصمة الذي طال انتظاره.




شاهد أيضا