سياحة المؤتمرات تنعش اقتصاد مراكش
كما يبدو، فإن مراكش تظل واحدة من أبرز الوجهات العالمية لاستضافة المؤتمرات والأحداث الدولية، مع تنوعها الثقافي والتاريخي الذي يُشكّل مغنى استثنائيًا لتلك الفعاليات. في الأونة الأخيرة، شهدت المدينة الحمراء جلب انتباه عدد كبير من الفاعلين السياحيين والجهات الرسمية، الذين يروجون لمزاياها كوجهة مثالية للاجتماعات العالمية والمؤتمرات الضخمة.
وبعد نجاح المهرجان الدولي للفيلم الذي اختتم فعالياته مؤخراً، يُعلن الآن عن استضافة “المدينة الحمراء” لقمة عربية مهمة، تنظمها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “إسكوا”، وذلك في إطار استراتيجية لتعزيز سياحة الحوافز والمؤتمرات.
من خلال مصادر محلية مهنية في جهة مراكش آسفي، يتبيّن أن اهتمام الفاعلين السياحيين بنوعية السياحة هذه يتزايد، خصوصًا بعد نجاح اجتماعات البنك الدولي التي جرت في باب إغلي بالمدينة. تبنت هذه الاجتماعات دوراً فعّالاً في إعادة القطاع السياحي إلى الواجهة بعد الضبابية التي تركها “زلزال 8 شتنبر”، مما أكدته أيضاً نجاحات مهرجان مراكش للفيلم، وذلك على خلفية الأحداث الجارية في الشرق الأوسط.
للخبير السياحي لحسن حداد، كان لهذا النوع من السياحة قيمة مضافة هائلة وتأثير ملحوظ. وأشار إلى أن الشخصيات التي تحضر هذه الأحداث غالبًا ما تكون ذات وضع اقتصادي واعتباري، مما يُعزّز استخدامهم للمرافق المحلية والخدمات السياحية المتاحة.
وبحسب حداد، يتزايد الرهان على سياحة المؤتمرات في المغرب، مع وجود هيئات رسمية تسعى لجذب الشركات والمؤسسات الدولية المتخصصة في هذا المجال، وتوفير الشروط والتسهيلات اللازمة لاستقطاب هذه الفعاليات.
من جهة أخرى، يعتبر جمال السعدي، مهني خبير سياحي، أن مراكش تمثل نموذجًا مميزًا لسياحة المؤتمرات، حيث أظهر المهنيون اعتمادًا متزايدًا على هذا النوع من السياحة مؤخرًا، ما يجعلها تحظى بتفضيل كبير كوجهة لتلك الفعاليات.
وبيّن السعدي أن استضافة مراكش للعديد من الفعاليات الدولية، وخاصة القمة العربية لريادة الأعمال، تعتبر فرصة لتعويض الخسائر الناجمة عن تراجع الحجوزات نتيجة الأحداث في الشرق الأوسط. مشيرًا إلى أهمية هذا النوع من السياحة في الترويج للعرض السياحي المغربي وزخمه الإعلامي الدولي.