الأخطبوط الأسود
قفزة تاريخية للمنتخب المغربي في تصنيف الفيفا
واصل المنتخب المغربي لكرة القدم مسيرته المتميزة على الساحة الدولية، محققًا إنجازًا جديدًا بوصوله إلى المركز الثاني عشر في التصنيف العالمي الجديد الصادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
هذه القفزة التاريخية تعكس تطور كرة القدم المغربية، التي باتت تفرض نفسها كقوة عالمية بعد الإنجازات الكبيرة التي حققها أسود الأطلس في السنوات الأخيرة.
الأرجنتين تواصل الهيمنة وفرنسا وإسبانيا في المطاردة
رغم الصعود اللافت للمنتخب المغربي، لا تزال الأرجنتين تحتفظ بعرش التصنيف العالمي، متبوعة بفرنسا التي تواصل تقديم أداء قوي، في حين تمكنت إسبانيا من التقدم إلى المركز الثالث، متجاوزة إنجلترا التي استقرت في المرتبة الرابعة. هذه الترتيبات تؤكد استمرار سيطرة المنتخبات الأوروبية وأمريكا الجنوبية على المراتب الأولى، لكن تقدم المغرب يثبت أن خارطة كرة القدم العالمية أصبحت أكثر توازناً من أي وقت مضى.
إنجازات المغرب وراء التقدم الكبير
لم يكن وصول المغرب إلى المركز 12 عالميًا مجرد صدفة، بل هو ثمرة عمل جاد بدأ منذ سنوات. البداية كانت مع الأداء الأسطوري في كأس العالم 2022 بقطر، حيث أصبح أول منتخب عربي وإفريقي يصل إلى نصف النهائي، بعد أن أطاح بمنتخبات قوية مثل إسبانيا والبرتغال. كما استمر أسود الأطلس في تقديم مستويات متميزة في المباريات الودية والرسمية، ما ساهم في تعزيز رصيدهم من النقاط في التصنيف العالمي.
وليد الركراكي يقود جيلًا ذهبيًا
يعود جزء كبير من هذا النجاح إلى المدرب الوطني وليد الركراكي، الذي استطاع أن يبني فريقًا قويًا يجمع بين الخبرة والطموح. ركائز المنتخب المغربي مثل أشرف حكيمي، سفيان أمرابط، يوسف النصيري، وحكيم زياش أصبحوا أسماءً لامعة في الكرة العالمية، ويشكلون العمود الفقري لهذا الفريق الذي بات يضاهي كبار المنتخبات العالمية.
حلم دخول نادي العشرة الأوائل يقترب
بعد تحقيق هذا الإنجاز، باتت الجماهير المغربية تطمح إلى رؤية منتخبها ضمن العشرة الأوائل عالميًا. الفارق في النقاط بين المغرب والمنتخبات التي تسبقه ليس كبيرًا، ومع استمرار الأداء القوي في المنافسات القادمة، فإن حلم الانضمام إلى النخبة العالمية قد يصبح واقعًا في المستقبل القريب.
الرهانات المقبلة والتحديات المنتظرة
رغم هذا التقدم، فإن الحفاظ على هذا المستوى يتطلب مجهودًا مضاعفًا. المنتخب المغربي مقبل على عدة استحقاقات هامة، أبرزها تصفيات كأس العالم 2026 وكأس أمم إفريقيا القادمة، حيث سيكون عليه إثبات أن وصوله إلى هذا الترتيب لم يكن مجرد طفرة، بل نتيجة استمرارية وتخطيط محكم.
الجماهير المغربية تواصل دعم الأسود
لا يمكن الحديث عن نجاحات المنتخب المغربي دون الإشادة بالدور الكبير الذي تلعبه الجماهير. الدعم الكبير الذي يقدمه المغاربة في المدرجات وفي وسائل التواصل الاجتماعي يمنح اللاعبين حافزًا إضافيًا لمواصلة التألق. مشاهد التشجيع الحماسية في مونديال قطر كانت خير دليل على أن المغرب يمتلك واحدة من أكثر الجماهير شغفًا بكرة القدم.
المغرب يثبت أن كرة القدم العربية والإفريقية قادرة على المنافسة
مع كل إنجاز يحققه أسود الأطلس، يتأكد أن الكرة العربية والإفريقية قادرة على مقارعة الكبار عالميًا. ما حققه المنتخب المغربي ليس فقط إنجازًا للكرة المغربية، بل هو رسالة واضحة بأن المواهب والإمكانات موجودة في القارة الإفريقية، وتحتاج فقط إلى التخطيط السليم والدعم المستمر لتحقيق النجاحات.
إلى أين يمكن أن يصل المغرب؟
إذا استمر المنتخب المغربي في هذا المسار التصاعدي، فمن غير المستبعد أن نراه قريبًا ضمن العشرة الأوائل في تصنيف الفيفا، وربما حتى ينافس على مراتب أعلى. كرة القدم المغربية تعيش واحدة من أزهى فتراتها، والجماهير المغربية تعيش على وقع حلم يبدو أنه يتحول إلى حقيقة، حيث لم يعد المغرب مجرد رقم في التصنيف، بل أصبح قوة كروية يُحسب لها ألف حساب.