الدبلوماسية المغربية/الإسبانية تواصل صعودها..بوريطة وألباريس يرسمان آفاق شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد

K36:الأخطبوط

في لقاء سياسي رفيع المستوى يعكس الأهمية المتزايدة التي يوليها المغرب وإسبانيا لتعزيز علاقاتهما الثنائية، أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مباحثات معمقة مع نظيره الإسباني خوسي مانويل ألباريس بوينو، يوم الخميس 17 أبريل الجاري بالعاصمة الإسبانية مدريد.

وشكل اللقاء محطة محورية جديدة في مسار الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين الرباط ومدريد، وتعبيرا صريحا عن الإرادة السياسية الراسخة لدى الجانبين لإعادة رسم خريطة التعاون بين البلدين وفق رؤية جديدة تستشرف المستقبل.

شراكة تقوم على الشفافية والثقة والحوار البناء

في تصريح مشترك للصحافة عقب اللقاء، شدد الوزيران على الطابع النموذجي الذي باتت تتسم به العلاقات المغربية الإسبانية، مشيرين إلى الدينامية الإيجابية التي تعرفها الشراكة الاستراتيجية القائمة بين البلدين. واعتبرا أن هذه العلاقات مبنية اليوم على مرتكزات متينة من الشفافية والثقة المتبادلة والحوار المستمر والبناء، وهو ما يعكس تحولا نوعيا في مستوى التنسيق السياسي والدبلوماسي.

سياق جديد يؤسس لمرحلة غير مسبوقة

اللقاء الوزاري يندرج ضمن إطار المرحلة الجديدة للعلاقات الثنائية التي انطلقت فعليا منذ أبريل 2022، تاريخ اللقاء الهام الذي جمع جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، برئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز. وهو اللقاء الذي أعاد رسم ملامح جديدة للعلاقات المغربية الإسبانية، وأضفى عليها زخما استراتيجيا غير مسبوق، يقوم على الاحترام المتبادل للالتزامات وتعزيز الثقة المتبادلة.

التزام مشترك بمعالجة القضايا ذات الاهتمام المشترك

أكد بوريطة وألباريس على التزامهما الكامل بالتعامل مع مختلف القضايا الثنائية ذات الأولوية، ضمن روح من الثقة والتشاور. وشدد الطرفان على ضرورة تطوير التعاون الثنائي ليشمل مختلف المجالات الحيوية، وعلى رأسها التعاون الأمني والاقتصادي والتجاري والإنساني. وأبديا حرصا كبيرا على ترسيخ شراكة متعددة الأبعاد تتسم بالواقعية والبراغماتية وتلبي تطلعات شعبي البلدين.

دعم سياسي لمشاريع استراتيجية كبرى

من بين أبرز النقاط التي تطرق إليها الطرفان، تقدم المشاريع الثنائية المشتركة، بما في ذلك التنسيق المحكم بين البلدين في إطار التحضيرات الجارية لتنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030، بمشاركة المغرب وإسبانيا والبرتغال. وقد أعرب الوزيران عن ارتياحهما الكبير لتقدم هذه الدينامية، التي تشكل رافعة حقيقية لتوطيد العلاقات الثنائية، ليس فقط في المجال الرياضي، بل أيضا على مستوى التنمية الاقتصادية والسياحية والبنيات التحتية.

زيارات رفيعة المستوى تدعم التعاون الثنائي

اللقاء الذي جمع بوريطة وألباريس يأتي في سياق سلسلة من الزيارات المتبادلة التي قام بها كبار المسؤولين في كلا البلدين خلال الأشهر الماضية. زيارات قال عنها الوزيران إنها ساهمت في تعزيز جسور الثقة والتفاهم السياسي، وكرست المغرب وإسبانيا كشريكين استراتيجيين في منطقة المتوسط، تجمعهما مصالح متداخلة وتحديات مشتركة تستوجب تنسيقا وثيقا ومستداما.

نظرة متفائلة للمستقبل

ختام اللقاء الوزاري اتسم بنبرة تفاؤلية واضحة بشأن مستقبل العلاقات بين الرباط ومدريد، حيث جدد المسؤولان التأكيد على الطابع الاستراتيجي لشراكتهما، وعلى عزمهما توسيع مجالات التعاون خدمة لمصالح البلدين، وتعزيزا لموقعهما الجيوسياسي كجسر حيوي بين إفريقيا وأوروبا.

ومع استمرار هذا الزخم السياسي والدبلوماسي، يبدو أن العلاقات المغربية الإسبانية بصدد الانتقال إلى مرحلة أكثر نضجا واستقرارا، وهو ما سيجعل منها نموذجا يحتذى به في محيط متوسطي متغير وتتنازعه التحولات الدولية المتسارعة.

 




شاهد أيضا