سيدي قاسم بين الأمس واليوم..من مدينة النفط إلى مدينة النسيان

K36:سيدي قاسم

تُعد مدينة سيدي قاسم، الواقعة في شمال غرب المغرب، من المدن التي شهدت تحولات جذرية على مر العقود. فمنذ اكتشاف النفط في ثلاثينيات القرن الماضي، تحولت المدينة إلى مركز صناعي مهم خلال فترة الحماية الفرنسية، حيث كانت تُعرف باسم “​بتيجان”​، نسبةً إلى قبطان فرنسي قُتل في عام 1911 .​

إلا أن هذه المكانة لم تدم طويلاً، فمع مرور الزمن، بدأت المدينة تفقد بريقها تدريجياً. فقد عانت من تراجع في الاستثمارات والبنية التحتية، مما أدى إلى تدهور الوضع الاقتصادي والاجتماعي. وتُعزى هذه التحديات إلى عدة عوامل، منها سوء التسيير المحلي، وغياب رؤية تنموية واضحة، بالإضافة إلى تفشي الفساد الإداري.​

ورغم الجهود المبذولة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي صادقت على مشاريع تنموية بقيمة 30 مليون درهم في عام 2025 ، إلا أن تأثير هذه المشاريع على أرض الواقع لا يزال محدوداً. فالكثير من الشباب يواجهون صعوبات في الحصول على فرص عمل، مما يدفعهم إلى الهجرة نحو مدن أخرى بحثاً عن مستقبل أفضل.​

وفي ظل هذه التحديات، تبقى سيدي قاسم في حاجة ماسة إلى تدخلات عاجلة وشاملة تعيد لها مكانتها التاريخية وتوفر لسكانها حياة كريمة. فالمطلوب هو رؤية تنموية متكاملة تُعنى بتطوير البنية التحتية، وتشجيع الاستثمارات، وتحسين الخدمات الأساسية، مع التركيز على تمكين الشباب وتأهيلهم لسوق العمل.​

إن إعادة الاعتبار لمدينة سيدي قاسم يتطلب تضافر جهود جميع الفاعلين، من سلطات محلية ومجتمع مدني وقطاع خاص، من أجل بناء مستقبل يُلبي تطلعات سكانها ويُعيد لها دورها كقاطرة للتنمية في المنطقة.​




شاهد أيضا