تحت وطأة الديكتاتورية الجزائرية: حوار مع قيادي بحركة الماك حول مستقبل القبائل وآفاق الإستقلال
اوسار احمد – k36.ma
في محاولة لفهم أعمق لتحديات وتطلعات حركة “الماك” نحو إستقلال القبائل، نلتقي اليوم مع السيد
أكسل بلعباسي، احد الزعماء البارزين لحركة من أجل استقلال منطقة القبائل (الماك) والذي يشغل منصب مستشار رئيس حكومة القبائل التي يترأسها السيد فرحات مهني.
يُعتبر اكسيل بلعباسي شخصية رائدة في النضال من أجل تحقيق حقوق الشعب القبائلي وتحقيق إستقلالهم في إطار القوانين الدولية.
سنستكشف خلال هذا الحوار الذي أجراه الصحفي اوسار احمد مع القيادي، أكسل بلعباسي آفاق الحركة، وتحدياتها، وآرائها حول المستقبل المأمول للمنطقة والشعب القبائلي.
س/ كيف تقيمون مجهودكم خلال النضال من أجل استقلال منطقة القبائل عن الجزائر؟
ج/ نعم، نستطيع أن نقيمه على أنه إيجابي، إذا علمنا أن كل نضالات استقلال الشعوب تكون دائمًا صعبة، وإذا أخذنا نضالنا فهو دائمًا في تقدم. منذ 2001 إلى يومنا هذا، فكل عام يكون هناك تقدم إلى الأمام، فلهذا نستطيع أن نقيمه، أنه إيجابي جدًا.
س/ ما هو رد فعلكم على رفض الجزائر لمطالبكم بالتقرير الذاتي وتصنيفها لكم كمنظمة إرهابية، بينما تدعم تنظيم البوليساريو الإرهابي؟
ج/ رفض الجزائر حق تقرير مصير الشعب القبائلي السلمي ودعمه في نفس الوقت لحركة البوليساريو الإرهابية، يبين على تناقضات عديدة للنظام الجزائري في مواضيع عديدة، ليس فقط في هذه المسألة. كما يؤكد أن القيادة الجزائرية لا تتعامل وفق أي مبادئ، وأنها تتبنى سياسة الكذب والنفاق. الجميع يعرف أن دعم الجزائر للبوليساريو هو لحسابات شخصية ضيقة لقادة الجيش.
س/ هل صحيح ما يقال أن المطالب القبائلية لا تحظى بدعم داخلي وتقتصر على الأصوات الخارجية؟
ج/ فيما يخص هذه النقطة والتي أعتبرها مهمة جدًا للرأي العام الدولي، الدعم الداخلي لقضية استقلال دولة القبائل، أستطيع فقط أن أعطي مثالًا، المظاهرات التي تقام باسم حركة الماك في بلاد القبائل قبل عام 2021 كانت مظاهرات ضخمة جدًا، ولحد اليوم ما زالت هناك مظاهرات خارج البلاد، لأنه للأسف أي حركة أو مظاهرة داخل البلاد يتم قمعها من طرف الجيش، ليس في دولة القبائل فقط بل في الجزائر نفسها. كل شخص يتحرك يتم قمعه. لهذا منذ عام 2021، لم تكن هناك مظاهرة داخل البلاد، لكن المظاهرات التي قمنا بها قبل ذلك موجودة على شبكة الإنترنت ويمكن للناس أن يشاهدوها، الأكثر من ذلك في الانتخابات الثلاث الأخيرة التي جرت في الجزائر، صوت شعب القبائل بالصفر. فلا يوجد أي استفتاء أوضح من ذلك. الحقيقة واضحة جدًا، شعب القبائل قد استفتى واختار أن يكون قبائليًا وليس جزائريًا .
س/ما هو تعليقكم على سياسة الجزائر تجاه دعوات المغرب للتقارب، خاصة بعد دعوات الملك محمد السادس لفتح صفحة جديدة؟
ج/ موقف ملك المغرب محمد السادس يحسب له، لكن للأسف الشديد في الجهة المقابلة لا يسمعون لمثل هذه الخطابات، يجب أن نتقبل أن النظام الجزائري بنى نظامه منذ نشأة الجزائر عام 1962 على العدوان: العدو الداخلي والعدو الخارجي، العدو الداخلي بالطبع هو الشعب القبائلي والعدو الخارجي هو المغرب، فأصبحت هذه عقيدة النظام الجزائري، للأسف الشديد، حتى ولو كانت نية النظام المغربي، هي الاتجاه للهدنة والعيش كجيران في سلام وتعاون، لا نعتقد أن الأمر سيتحقق، إذا بقيت الجزائر على شكلها الموجود حاليًا، إذا لم يكن هناك تغيير جذري، فإن الجزائر ستبقى دائمًا عثرة أمام أي تسوية أو تنمية في شمال أفريقيا.
س/ما مدى صحة اتهام السلطات الجزائرية لكم بتلقي تمويل من المغرب وإسرائيل لزعزعة استقرار البلاد؟ وما نوع الدعم الذي تتلقونه من المغرب؟
ج/ بخصوص المغرب، نعم، هناك دعم شعبي كبير لعدالة قضيتنا، كما سجلنا في مجموعة من المحطات دعم الدبلوماسية المغربية لحقنا في تقرير المصير، خصوصًا في الأمم المتحدة، ولكن بإيجاز، ليس هناك دعم رسمي مغربي لدولة القبائل.
وبخصوص من يروجون أن هناك دعم رسمي من دولة المغرب ودولة إسرائيل لقضيتنا، فهدفهم معروف وهو التشويش على قضيتنا، لذلك، نحن ننتظر دعمًا من الشعوب الصديقة، وخاصة شعوب الجوار، يعني الموجودة في شمال إفريقيا، ولما لا البلدان الأخرى، كل من يؤمن بعدالة قضية بلاد القبائل وبأحقية شعب القبائل في تقرير مصيره، فليتفضل.
س/ما هو تعليقكم على الأحكام القضائية التي صدرت ضدكم وضد أعضاء الحركة بتهمة إنشاء وتسيير منظمة إرهابية والمساس بأمن الدولة؟
ج/ بخصوص الأحكام التي صدرت في حقنا، فهي لا تزيد ولا تنقص من نضالنا. فنحن سنواصل حتى وإن تم تصنيفنا كإرهابيين. وهناك مئات المناضلين يعيشون في دول أوروبية. فإذا كان هناك أي دليل على أننا إرهابيون، فسيتم اعتقالنا فورًا، حتى يومنا هذا، لا يوجد أي بلد في العالم قبل تصنيف حركة الماك كمنظمة إرهابية، وجميع الدول رفضت التعامل مع طلبات الإيقاف التي أصدرتها الجزائر في حق مناضلينا، هذا يبين على سلمية نضالنا.
س/هل هناك حوار بينكم وبين السلطات الجزائرية حول ملفكم المطلبي؟
ج/ حتى الآن، لا يوجد أي حوار رسمي بيننا وبين الجزائر، ولكن كانت هناك بعض المقترحات من طرف بعض أعضاء النظام الجزائري، إلا أنها لم تكن واضحة، وكان جوابنا هو رفض أي حوار غير جدي وواضح ويحترم إرادة شعب القبائل.
س/كيف تقيمون دور الجهات الدولية في دعم قضيتكم وتحقيق الاستقلال؟ وما هي التحديات التي تواجهونها في هذا السياق؟
ج/ نستطيع أن نقول إنه حتى الآن، أصبحت قضية القبائل تدخل أروقة المنظمات الدولية، وهناك اتصالات غير رسمية من مجموعة من الدول حول العالم مع حكومة القبائل، ونعتقد أن بداية الاعتراف الرسمي بدولتنا أصبحت مسألة وقت فقط، فهناك عمل جاد وبدأت القضية تأخذ مكانها في العالم.
س/هل لديكم خطط لتوسيع قاعدة دعمكم المحلية وزيادة الوعي بقضيتكم داخل الجزائر؟
ج/ نحن لا نعمل على توسيع قاعدتنا داخل الجزائر، ما يهمنا الآن هو زيادة الوعي بقضيتنا داخل بلاد القبائل، وهذا ما نعمل عليه بشكل مستمر وفاعل بفضل وجود منصات التواصل الاجتماعي، ونحن على تواصل دائم مع شعب القبائل لوضعه في صورة ما نقوم به في الخارج.