ابن كيران يُغرد خارج السِرب: مزايدة سياسية في قضية إعتبرها جلالة الملك وطنية ؟

اوسار أحمد – k36

عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أثار مجدداً جدلاً واسعاً من خلال تصريحاته الأخيرة حول موقف الدولة المغربية من القضية الفلسطينية. في كلمته خلال اجتماع الأمانة العامة للحزب، وجه بن كيران انتقادات لاذعة للدولة بسبب ما وصفه بالتقصير في أداء واجبها تجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً أن الدولة لم ترتق إلى المستوى المطلوب في دعم القضية، رغم تاريخها الطويل في تبنيها.

هذه التصريحات تطرح عدة تساؤلات حول توقيتها وأهدافها، خاصة وأنها تأتي في وقت حساس يشهد فيه العالم العربي والإسلامي تحديات كبرى. فرغم أن بن كيران يعبر عن موقف حزبي مشروع من حيث المبدأ، إلا أن انتقاد الدولة بشكل علني في هذا السياق قد يعتبره البعض تصعيداً غير مبرر، يثير الانقسامات في وقت يتطلب فيه الوضع الداخلي التماسك.

إن تصريحاته التي تطالب بقطع العلاقات مع “الكيان الصهيوني” قد تعكس إحساساً عميقاً بالظلم تجاه ما يجري في فلسطين، إلا أنها قد تكون غير واقعية في ظل المتغيرات السياسية والدبلوماسية التي تشهدها المنطقة. فالمغرب، الذي قاد مبادرات سلام على مدار سنوات، اختار استراتيجية دبلوماسية تقوم على الحوار والتفاوض، وهو ما يعكس التزامه بتوازن دقيق بين دعمه للقضية الفلسطينية والحفاظ على مصالحه الوطنية.

كما أن انتقاد بن كيران للأحزاب السياسية ووسائل الإعلام يعتبر قفزاً على واقع معقد. فالأحزاب تمثل شرائح مختلفة من المجتمع، وتعبر عن رؤى متنوعة تتفاوت أولوياتها بحسب الظروف. أما وسائل الإعلام، فهي الأخرى تواجه تحديات كثيرة في تغطية الأحداث الدولية في ظل ضغوط اقتصادية وسياسية.

في الختام، إن تحميل الدولة وحدها مسؤولية التراجع في دعم القضية الفلسطينية قد يكون تبسيطاً للأمور. فالوضع الإقليمي والدولي يفرض على المغرب كما على غيره من الدول التعامل بحذر وواقعية مع التحديات التي تفرضها التحولات الجيوسياسية. تصريحات بن كيران قد تجد صدى لدى شريحة من الشعب، ولكنها تحتاج إلى قراءة نقدية أعمق تأخذ بعين الاعتبار الظروف المحلية والدولية التي تحكم القرارات الاستراتيجية للدولة.